السبت، 25 أكتوبر 2014

ختام حملة : ( على البيضاء )




على البيضَاء غادرنا وَ ولّى ،
عسى أن نلتقِي يومًا ، عساه ()


  كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ 
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ 
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ 

 يا مُسلمة :

اشكري الله أنكِ لأمَّةِ أحمدَ تُنسبين 

و بهديهِ و تُقى الإله تمسّكي
فإنّهُ .. من لُؤلؤٍ غالٍ ثمين ()



أيا قَـلب    
تدثَّر بهديِ الحبيبِ عند أعاصيرِ الفِـتَن , و في كلِّ دربٍ , و عندَ المِحن !

و احذرْ أن تنثُرَ أرِيجَ سنَّتِهِ .., و أنتَ لها هاجرٌ , تَارِك ! 

 : و تذكَّر قول الله تعالى

 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُون * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ }
هُيَ الفلاحُ يا قَلب ؛ و حَسبي أنَّكَ من المُحبّين ()


 تلك المحجّة البيضاء و مع القُرآن
هيَ لنا دُسْتور حياة ..!
فاتَّبِعها لِـتَحظى بحبّ الله و رسوله :")






قَدْ تقفُ المحابِرُ عندَ نُقطَةِ ختام !

لكنّ الحبّ الصادِق لا ينضَبُ ما دامت الأنفَاس ..












على البيضاء ( مقدمة ) :


شرح حديث : تركتكم على المحجة البيضاء :


الشمائل المحمدية :


دعوة إلى إحياء السنة :


بدع نهاية وبداية العام :


يوم عاشوراء :


الخاتمة :


مع خالص تحياتنا  #فريق_بنات_مكة_التطوعي

يوم عاشوراء





عاشوراء والهجرة النبوية من أيام الله تعالى

قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 5 - 6].

ربنا سبحانه يكلف موسى - عليه السلام - أن يخرج قومه من الظلمات إلى النور؛ من ظلمات الذل والاستضعاف، إلى نور العزة والكرامة والريادة بحمل راية التوحيد وإقامة الدين. وخلال ذلك، ولأجل تحقيق ذلك، يطلب منه أن يذكرهم بأيام الله.

والأيام كلها أيام الله لكن هذه الأيام لها خصوصية إذ تجلت فيها قدرة الله تعالى، فنصر القلة المستضعفة، وقصم الكثرة المتجبرة، أو خذلها وردها بغيظها. إنها أيام ربما سبقها يأس وإحباط واستسلام لظن المستضعفين أنه لا قبل لهم بالفراعنة والطغاة.

وسرعان ما يقوم موسى - عليه السلام - خطيبًا في قومه يذكرهم بيوم من أيام الله عظيم، يوم أنجاهم سبحانه من فرعون وجنوده، وقد كان آل فرعون يسومونهم سوء العذاب ويذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم. كي يستنهض هممهم ويقوي عزائمهم للمهمة العظيمة التي ستناط بهم من بعد خروجهم من مصر.

ولا يكتفي موسى - عليه السلام - بهذا التذكير، بل يجعل من ذلك اليوم العظيم مناسبة سنوية يحتفي بها والمؤمنون معه ليترسخ المعنى ويتعمق في القلوب، فيصومه - عليه السلام - ويصومه قومه، ويستمر الاحتفاء بهذا اليوم وصيامه حتى زمان المصطفى عليه الصلاة والسلام، فيسألهم عن صومهم يوم عاشوراء فيقولون: "هذا يوم صالح؛ هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى"، فيقول النبي - عليه السلام -: "فأنا أحق بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه. والحديث في الصحيحين.

إن محمدًا، صلى الله عليه وسلم، قد أمره ربه تعالى، بما أمر موسى - عليه السلام - كما جاء في السورة نفسها: ﴿ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم: 1]. وإذا كان الهدف واحدًا، والبشر هم البشر على اختلاف الزمان والمكان، فلا بد أن يكون المنهج هو المنهج، والوسيلة هي الوسيلة - التذكير بأيام الله - وأهمها عاشوراء. يصومه المصطفى - عليه السلام - ويأمر بصيامه، بل يتحراه وينتظره ويستعد له كما يفعل لشهر رمضان، احتفاءً بهذه المناسبة العظيمة واستحضارًا لجليل معانيها.

والصيام خير معين للتفكر والتدبر والاستحضار فيما تعجز عن ذلك البطون المتخمة، وانظر كيف قرن ربنا سبحانه بين صوم رمضان ونزول القرآن، تأكيدا للتلازم بين النفوس الزكية والقلوب التقية والعقول المتفتحة لاستقبال النور الإلهي، فالقرآن الكريم مع أنه (هدى للناس) مؤمنهم وكافرهم إلا أنه لا يفيد منه إلا المتقون (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين).

وحين يقرر النبي - عليه السلام - أن يصوم التاسع مع العاشر، فليس ذلك مخالفة لأهل الكتاب وتميزًا عنهم فحسب، بل - وأيضًا فيما نرجح - لمزيد الاعتناء بهذا اليوم والاستعداد له روحيًّا وذهنيًّا.

إن النفوس المستبشرة بنصر الله تعالى وفرجه، الموقنة بقدرته المنتظرة لرحمته، هي التي يُرجى تحقق الإنجازات على أيديها، أما النفوس اليائسة المنقبضة الكئيبة، التي تبحث عن الحزن ومناسباته، فليست بالتي يتوقع منها نصر ولا تقدم ولا إنجاز. ولقد أمر الله نبيه أن يدعو المؤمنين فيتجاوزوا عن الذين لا يرجون أيام الله: (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) الجاثية: 14؛ فهم مساكين لا يزال يقعد بهم اليأس فيخشون التحرك للتغيير، ويخافون الفراعنة بل وربما عاونوهم ضد من يعملون لإنقاذهم، وأساءوا إليهم.

ولعل ذلك المعنى الكبير - التذكير بأيام الله - هو الذي حدا بالفاروق رضي الله عنه، وكرام الصحابة في خلافته، إلى اختيار حدث الهجرة منطلقًا للتأريخ الإسلامي، رافضين اتباع الروم أو الفرس، ومؤثرين الهجرة على سائر المناسبات النبوية الأخرى كالمولد والبعثة والوفاة.

فلقد كانت الهجرة مفصلًا هامًا في تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث تحول المسلمون من جماعة مضطهدة مستضعفة، إلى مجتمع ودولة ذات عزة ومنعة واستقلال. كان الرسول - عليه السلام - حتى الأمس القريب يرى أصحابه يعذبون فلا يملك إلا أن يدعوهم إلى الصبر واعدًا إياهم بالجنة، ثم هو بعد الهجرة يسيّر جيشًا إلى عقر دار الروم في مؤتة ردًا على قتل عملاء الروم لأحد رسله.

لقد خلّد القرآن الكريم الهجرة النبوية واصفًا إياها بالنصر لرسوله: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)، وهذا شبيه ما جرى لموسى - عليه السلام - إذ كان البحر من أمامهم والفرعون بجنوده من ورائهم، فأسقط في أيدي قومه وأيقنوا أنهم مدركون، فرد عليهم موسى بكل ثقة وإيمان: (كلا إن معي ربي سيهدين)، وقد كان.

إن كاتب هذه المقالة لا يقصد إلى الدخول في جدل حول شرعية الاحتفال بالهجرة النبوية، وليس مع جعلها عيدًا أو عطلة رسمية، ولكنه يدعو حمَلة اللواء لإخراج الأمة من الظلمات إلى النور، ليكثروا من التذكير بأيام الله.


المصدر : شبكة الألوكة





رابط المقطع : 



عاشوراء فضائل وأحكام

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين...

أسال الله أن يبارك لي ولكم ولبلادنا ولأمة الإسلام في هذا العام الجديد، و أن يجعله عام خير وعز ونصر.

ونسأله أن يجعل من هلال المحرم فاتحة توفيق لهذه الأمة المحمدية.

ولقد جعل الله فاتحة العام شهرًا مباركًا تشرع فيه الطاعة والعبادة، وكأنه يعلم عباده أن يستفتحوا كل أمر بطاعته وتقواه.

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) [مسلم:1163].

فهذا الحديث صريح الدلالة على تفضيل الصوم في هذا الشهر المحرم، غير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم من شعبان أكثر مما يصوم من المحرم، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة منها:
1- أنه عليه الصلاة والسلام لم يعلم بفضله إلا متأخرًا ويشهد لذلك قوله: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) ثم لم يدرك عاشوراء القابل.

2- أنه كانت تعرض له فيه الأسفار والأشغال.

3- أن المقصود بالفضل في المحرم الفضل المطلق، فأفضل الصيام المطلق صيام المحرم، وأما صوم شعبان فهو متصل برمضان، فهو منه كالراتبة من الفريضة وكذلك شوال، ومعلوم أن الرواتب أعظم قدرا من النافلة المطلقة. [لطائف المعارف: ص82].

من أسماء شهر المحرم:
وكانوا يسمون شهر المحرم شهر الله الأصم لشدة تحريمه. [لطائف:83]. قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من المحرم. [لطائف:84]. وقال قتادة: إن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السَنة. [فتح القدير:5/429].

 ومما اختص به شهر الله المحرم يومه العاشر وهو يوم عاشوراء.

وهذا اليوم يوم مبارك معظم منذ القدم.

فاليهود أتباع موسى - عليه السلام - كانوا يعظمون يوم عاشوراء ويصومونه ويتخذونه عيدًا لهم، ويلبسون فيه نساءهم حليهم واللباس الحسن الجميل،، وسر ذلك- عندهم - أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى - عليه السلام - من فرعون.

عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ((ما هذا؟)) قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. [البخاري ح 2004 ومسلم ح 1130].

وكذلك النصارى كان لهم حظ من تعظيم هذا اليوم، والظاهر أنهم في هذا تبع لليهود، إذ أن كثيرًا من شريعة موسى - عليه السلام - لم ينسخ بشريعة عيسى بدليل قوله تعالى: ﴿ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ﴾ [آل عمران: 50]. وتأمل كيف قال: بعض إشعارًا بأن الكثير من الشرائع ظل كما هو عند موسى - عليه السلام -، قال ابن القيم رحمه الله: (ولا ريب أن بني إسرائيل هم أولو العلم الأول والكتاب الذي قال الله فيه: ﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِى الاْلْوَاحِ مِن كُلّ شَىْء مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لّكُلّ شَىْء ﴾ [الأعراف:145]. ولهذا كانت أمة موسى أوسع علومًا ومعرفة من أمة المسيح، ولهذا لا تتم شريعة المسيح إلا بالتوراة وأحكامها، فإن المسيح - عليه السلام - وأمته محالون في الأحكام عليها، والإنجيل كأنه مكمل لها متمم لمحاسنها، والقرآن جامع لمحاسن الكتابين) [جلاء الأفهام:103].

وحتى قريش فإنها على وثنيتها وعبادتها الأصنام كانت تصوم يوم عاشوراء وتعظمه! تقول عائشة - رضي الله عنها -: (كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله يصومه في الجاهلية) [البخاري ح 2002 ومسلم ح 1129].

وأما سر صيامهم هذا، فلعله مما ورثوه من الشرع السالف، وقد روى الباغندي عن عكرمة أنه سئل عن ذلك فقال: (أذنبت قريش ذنبا في الجاهلية فعظم في صدورهم، فقيل: صوموا عاشوراء يكفر ذلك).

عاشوراء في الأسلام:
حين جاء الإسلام، وهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ورأى اليهود يصومون هذا اليوم فرحًا بنجاة موسى قال: ((أنا أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصيامه. [متفق عليه]. وكان ذلك في أول السنة الثانية، فكان صيامه واجبًا فلما فرض رمضان فوض الأمر في صومه إلى التطوع، وإذا علمنا أن صوم رمضان في السنة الثانية للهجرة تبين لنا أن الأمر بصوم عاشوراء وجوبًا لم يقع إلا في عام واحد، تقول عائشة - رضي الله عنها -: (فلما قدم - صلى الله عليه وسلم - المدينة صامه - أي عاشوراء - وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه) [البخاري].

فضائل يوم عاشوراء:
1) صيامه يكفر السنة الماضية: ففي صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال: ((أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)). تحري الرسول - صلى الله عليه وسلم - صيام هذا اليوم: روى ابن عباس قال: (ما رأيت النبي يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء) [البخاري]. وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء)) [رواه الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات].

2) وقوع هذا اليوم في شهر الله المحرم الذي يسن صيامه: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله المحرم)) ا[لترمذي وقال: حديث حسن].

وقد كان الصحابة - رضي الله عنه -م يصومون فيه صبيانهم تعويدًا لهم على الفضل فعن الربيع بنت معوذ قالت أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: ((من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم)) قالت: فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. [البخاري]. وكان بعض السلف يصومون يوم عاشوراء في السفر، ومنهم ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي والزهري، وكان الزهري يقول: رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت، ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر. [لطائف:121].

• والسنة في صوم هذا اليوم أن يصوم يومًا قبله أو بعده، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) [مسلم ].

وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد (2/76) أن صيام عاشوراء ثلاث مراتب:
1- صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها.

2- صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث.

3- صوم العاشر وحده. ولا يكره - على الصحيح - إفراد اليوم العاشر بالصوم كما قاله ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات ص101.

بدع عاشوراء:
وأما ما ورد في بعض الأحاديث من استحباب الاختضاب والاغتسال والتوسعة على العيال في يوم عاشوراء فكل ذلك لم يصح منه شيء، قال حرب: سألت أحمد عن الحديث الذي جاء في من وسع على أهله يوم عاشوراء فلم يره شيئًا. [لطائف:125]. وقال ابن تيمية: لم يرد في ذلك حديث صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين ... ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئًا ... لا صحيحًا ولا ضعيفًا ... ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة. [مجموع الفتاوى: 25/299-317]. قال ابن رجب: وأما اتخاذه مأتما كما تفعل الرافضة لأجل قتل الحسين فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعًا، وولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتمًا فكيف بمن هو دونهم. [لطائف:126].



المصدر : شبكة الألوكة









سمعت بأن صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية ، فهل هذا صحيح ؟ وهل يكفر كل شيء حتى الكبائر ؟ ثم ما هو السبب في تعظيم هذا اليوم ؟.
الحمد لله
أولاً : صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ " رواه مسلم 1162. وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم عاشوراء ؛ لما له من المكانة ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ . " رواه البخاري 1867
ومعنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه .
ثانياً : وأما سبب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء وحث الناس على صومه فهو ما رواه البخاري (1865) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ "
قوله : ( هذا يوم صالح ) في رواية مسلم " هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه " .
قوله : ( فصامه موسى ) زاد مسلم في روايته " شكراً لله تعالى فنحن نصومه " .
وفي رواية للبخاري " ونحن نصومه تعظيما له " .
قوله : ( وأمر بصيامه ) وفي رواية للبخاري أيضا : " فقال لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا " .
ثالثاً : تكفير الذنوب الحاصل بصيام يوم عاشوراء المراد به الصغائر ، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة .
قال النووي رحمه الله :
يُكَفِّرُ ( صيام يوم عرفة ) كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ , وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ .
ثم قال رحمه الله : صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ , وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ , وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ... كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ , وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ , .. وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ , رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ . المجموع شرح المهذب ج6
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ , وَالصَّلاةِ , وَصِيَامِ رَمَضَانَ , وَعَرَفَةَ , وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَطْ . الفتاوى الكبرى ج5

المصدر : الإسلام سؤال و جواب


كسب الحسنات بالصوم يوم عاشوراء والبعد عن البدع


الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه أجمعين.

وبعد: فإن المشروع للمسلم في يوم عاشوراء هو صيامه ابتغاء الأجر من الله -تعالى-: بمتابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشُكر الله -تعالى- على إنجاء موسى من فرعون، ولأن عاشوراء يوم من أيام شهر المحرم، وهو اليوم العاشر منه.

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل))؛ [رواه مسلم 1163].

وعن قتادة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((صيام عاشوراء، أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله))؛ [رواه مسلم 1162].

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه؛ [رواه البخاري (2004)، ومسلم].

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما – قال: "قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسُئلوا عن ذلك؟ فقالوا: هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيمًا له، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نحن أولى بموسى منكم))"؛ [رواه البخاري (2943)، ومسلم (1120)].

ويُستحب للمسلم أن يصوم التاسع من المحرم مع عاشوراء مخالفة لأهل الكتاب لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "حين صام رسول اله - صلى الله عليه وسلم - عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تُعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فإن كان العام المُقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع))، قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم"؛ [رواه مسلم 1124].

هذا هو المشروع في عاشوراء: التقرب إلى الله بصيامه، وأما ما يفعله الروافض الشيعة في هذا اليوم من الندب والنياحة، وخمش الوجوه ولطمها، وضرب رؤوسهم بالحديد والسلاسل حُزنًا على مقتل الحسين بن علي - رضي الله عنهما - فهذا عمل مخالف للإسلام، وفيه تشويه لصفاء الإسلام وجمله، وتنفير للناس عن الدخول في الإسلام، والنياحة من كبائر الذنوب، وهو ينافي الصبر والرضا بقضاء الله -تعالى- قال الله -تعالى-: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) [البقرة 155-156].

إن ما وقع للحسين بن علي - رضي الله عنهما - من قتل هو ظُلم لا يرضى به مسلم، وقد فتح قتله باب فتنة عظيمة على المسلمين، لكن هذا لا يدفع المسلم إلى مخالفة الشريعة التي جاء بها جد الحسين وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية))؛ [رواه البخاري 1294، ومسلم 103].

وعن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((النائحة إذا لم تتب قبل موتها تُقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب))؛ [رواه مسلم 934].

فيجب على من يتخذ يوم عاشوراء مأتمًا، ويخالفون فيه شريعة الإسلام، أن يتوبوا إلى الله -تعالى- وأن يرجعوا إلى سنة جد الحسين وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل شؤونهم إن كانوا يريدون الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.

هذا وقد قابل بعض جهلة أهل السنة ما يفعله الروافض، قابلوهم بالعكس حيث اتخذوا يوم عاشوراء يوم عيد وعطلة عن العمل، وفرح وزينة وتوسعة على الأهل بألوان الحلوى والمكسرات، واتخاذ طعام خارج عن العادة، وذبح الدجاج وطبخ اللحم وبعض الأطعمة الخاصة؛ مثل: "الرشتة" وغيرها، وكذلك قصد تكحيل العينين بالكُحل والإثمد، وهذا جهل كبير، وهو من البدع المحدثة في الإسلام، التي لم يسنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا الخلفاء الراشدون - رضي الله عنهم - ولا استحبها أحد من أئمة الإسلام لا أبو حنيفة ولا مالك، ولا الليث بن سعد ولا الأوزاعي، ولا الشافعي ولا أحمد بن حنبل، ولا إسحاق بن راهويه، ولا أمثال هؤلاء من أئمة المسلمين -رحمهم الله جميعًا - وقد وقع الجهلة فريسة للأحاديث المكذوبة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل حديث: ((من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه في سائر سنته))؛ رواه الطبراني في الأوسط، والبيهقي في شُعب الإيمان، وهو حديث ضعيف فيه الهيصم بن شداخ، اتفق العلماء على ضعفه، وقد تفرد بهذا الحديث والراوي عنه مختلف في؛ه كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - وقد ضعفه العلامة محمد ناصر الدين الألباني في ضعيف الجامع الصغير برقم 5872.

وحديث: ((من اكتحل بالاثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدًا))؛ [رواه البيهقي في شعب الايمان، وهو حديث موضوع كما حكم عليه بذلك ابن الجوزي، وابن القيم والسخاوي، وابن رجب الحنبلي وعلي القارئ، والالباني - رحمهم الله جميعًا - فانظر السلسلة الضعيفة 624].

كما وقع هؤلاء الجهلة فريسة للنواصب الذين كانوا يُبغضون بعض آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخاصة الخليفة الراشد علي بن أبي طالب وذريته كالحسن والحسين وغيرهما - رضي الله عنهم - وأرضاهم، قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - وأما أحاديث الاكتحال والادهان والتطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين، وقابلهم آخرون فاتخذوه مأتمًا وحزنًا، والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة وأهل السنة يفعلون ما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصوم ويجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع.

تنبيه: من الأخطاء الشائعة في بعض البلاد اتخاذ يوم عاشوراء وشهر المحرم وقتًا لجميع الأغنياء لإخراج الزكاة، والصواب أن يُخرج الأغنياء زكاة أموالهم متى ما حال عليها الحول - (أي دار عليها العام) - فلا يجوز لمن وجبت عليه الزكاة في رجب أو رمضان أو في شوال مثلاً أن يؤخر زكاته إلى شهر المحرم، أو إلى عاشوراء، ثم إن جعل وقت واحد في العام لجميع الأغنياء لإخراج الزكاة فيه ضرر على الفقراء، إذ يستفيد بعضهم منها في ذلك الشهر، ثم يُحرمون سائر السنة، ولا يوجد دليل خاص في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فضل إخراج الزكاة في عاشوراء، والحديث الطويل الوارد فيه فضل الصدقة في ذلك اليوم هو حديث موضوع؛ أي: مكذوب؛ [كما قال الإمام السيوطي - رحمه الله - في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 2109/110].

فالواجب على الجميع الرجوع إلى الحق والعدل الموجودين في كتاب الله وفي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحب آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وحب كل صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن هذا الحب فرض واجب على كل مسلم ومسلمة.

وفق الله الجميع إلى ذلك، إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.

المصدر : شبكة الألوكة 

http://www.alukah.net/spotlight/0/62401/#ixzz3Gm5Z0vGs






يوم صالح ودروس بالغة



أَمَّا بَعدُ، فَأُوصِيكُم - أَيُّهَا النَّاسُ - وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ.

" ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]".

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، صُمتُم يَومَ عَاشُورَاءَ اقتِدَاءً بِنَبِيِّكِم، وَطَلَبًا لِلأَجرِ مِن رَبِّكُم، فَأَبشِرُوا وَأَمِّلُوا خَيرًا، فَإِنَّ رَبَّكُم - تَعَالى - غَفُورٌ شَكُورٌ، لا يُضِيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلاً، وَقَد قَالَ الصَّادِقُ المَصدُوقُ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - في صِيَامِ يَومِ عَاشُورَاءَ كَمَا عِندَ مُسلِمٍ: "إِنِّي أَحتَسِبُ عَلَى اللهِ أَن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبلَهُ" وَإِنَّ يَومَ عَاشُورَاءَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - يَومٌ عَظِيمٌ مِن أَيَّامِ اللهِ، وَفِيهِ دُرُوسٌ كَثِيرَةٌ وَفَوَائِدُ غَزِيرَةٌ، يَجِبُ أَلاَّ تَغِيبَ عَن بَالِ كُلِّ مُسلِمٍ وَهُوَ يَصُومُهُ، إِذْ كَانَ حَدَثًا تَارِيخِيًّا عَظِيمًا، وَنُقطَةَ تَحَوُّلٍ في حَربِ الإِيمَانِ مَعَ الكُفرِ وَالطُّغيَانِ، وَمِن ثَمَّ فَقَد كَانَ صِيَامُهُ مَعرُوفًا مُنذُ عَهدِ مُوسَى - عَلَيهِ السَّلامُ - حَتى كَانَ النَّاسُ يَصُومُونَهُ في الجَاهِلِيَّةِ، فَفِي الصَّحِيحَينِ عَن عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهَا - قَالَت: كَانَ يَومُ عَاشُورَاءَ يَومًا تَصُومُهُ قُرَيشُ في الجَاهِلِيَّةُ... " الحَدِيثَ. وِفِيهِمَا عَنِ ابنِ عَبَّاسِ - رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا - قَالَ: قَدِمَ النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - المَدِينَةَ فَوَجَدَ اليَهُودَ صِيَامًا فَقَالَ: "مَا هَذَا؟" قَالُوا: هَذَا يَومٌ أَنجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَأَغرَقَ فِيهِ فِرعَونَ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكرًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " نَحنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنكُم " فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. وَفي قُولِهِ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " نَحنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنكُم " بَيَانٌ وَاضِحٌ وَتَقرِيرٌ بَيِّنٌ لِكَونِ رَابِطَةِ الدِّينِ هي أَقوَى رَابِطَةِ، وَأَنَّ المُسلِمِينَ أَولَى بِبَعضِهِم وَإِن تَبَاعَدَت أَزمَانُهُم أَو تَنَاءَت دِيَارُهُم، فَالمُسلِمُونَ مِن أُمَّةِ محمدٍ هُم وَنَبِيُّهُم أَولى بِالأَنبِيَاءِ وَبِأَتبَاعِهِم المُؤمِنِينَ مِنَ القَومِ الكَافِرِينَ، وَإِنْ كَانَ أُولَئِكَ الكَافِرُونَ أَقرَبَ نَسَبًا وَأَدنى دَارًا، وَفي هَذَا تَقوِيَةٌ لِرَابِطَةِ الأُخُوَّةِ الإِيمَانِيَّةِ، وَتَعزِيزٌ لِلوَلاءِ لِلمُؤمِنِينَ وَالبَرَاءِ مِنَ الكُافِرِينَ، فَأَين مِن ذَلِكَ أَقوَامٌ مِنَ المُسلِمِينَ اليَومَ، ضَعُفَت عِندَهُمُ الرَّابِطَةُ الدِّينِيَّةِ، وَقَطَعُوا آصِرَةَ الأُخُوَّةِ الإِسلامِيَّةِ، فَهُم مَا بَينَ مُتَكَبِّرٍ على إِخوَانِهِ مُستَضعِفٍ لَهُم، أَو آكِلٍ لِحُقُوقِهِم وَخَاصَّةً الخَدَمَ وَالعُمَّالَ لأَنَّ اللهَ مَلَّكَهُ أَمرَهُم، أَو آخَرَ لا يَهتَمُّ لأَمرِ إِخوَانِهِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ في مَشَارِقِ الأَرضِ وَمَغَارِبِهَا، تَحتَ وَطأَةِ الفَقرِ أَوِ الحَربِ، أَوِ الاعتِدَاءَاتِ الظَّالِمَةِ الغَاشِمَةِ مِن أَعدَاءِ الدِّينِ؟!

وَفي يَومِ عَاشُورَاءَ تَذكِيرٌ لأَهلِ الأَرضِ عَامَّةً وَلِلمُؤمِنِينَ خَاصَّةً، بِقُربِ نَصرِ اللهِ لأَولِيَائِهِ وَإِن حُورِبُوا وَقُتِّلُوا أَو ضُيِّقَ عَلَيهِم واستُضعِفُوا، وَخِذلانِهِ - تَعَالى - لأَعدَائِهِ وَإِن طَغَوا وَعَلَوا وَتَكَبَّرُوا، وَهَذَا يُجَدِّدُ في النُّفُوسِ الأَمَلَ، وَيَدعُوهَا لِلبَحثِ عَن أَسبَابِ النَّصرِ وَالعَمَلِ بها، وَمِن أَهَمِّهَا نَصرُ دِينِ اللهِ، وَإِقَامَتُهُ في النُّفُوسِ، وَتَعلِيقُ القُلُوبِ بِاللهِ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيهِ وَتَفوِيضُ الأُمُورِ إِلَيهِ، إِذْ هُوَ القَوِيُّ العَزِيزُ القَادِرُ القَاهِرُ، الَّذِي لا يُعجِزُهُ شَيءٌ في الأَرضِ وَلا في السَّمَاءِ، إِذَا قَضَى أمرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. وَالحَربُ بَينَ المُؤمِنِينَ وَالكَافِرِينَ، لَيسَت حَربَ قُوَّةٍ مَادِّيَّةٍ تَدُورُ عَلَى تَكَافُؤِ العَدَدِ وَالعُدَّةِ فَحَسبُ، وَإِنَّمَا هِيَ حَربُ عَقِيدَةٍ ثَابِتَةٍ وَيَقِينٍ رَاسِخٍ، وَإِرَادَةٍ قَوِيَّةٍ وَصَبرٍ شَدِيدٍ. وَإِذَا كَانَ المُسلِمُونَ اليَومَ لا يَملِكُونَ مِنَ الأَسلِحَةِ الفَتَّاكَةِ الَّتي يَملِكُهَا العَدُوُّ شَيئًا ذَا بَالٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَجُوزُ بِحَالٍ أَن يُوقِعَهُم في الهَزِيمَةِ النَّفسِيَّةِ أَو يُلبِسَهُم ثِيَابًا مِنَ اليَأسِ وَالقُنُوطِ، فَيَستَعِينُوا بِغَيرِ اللهِ، أَو يَطلُبُوا النَّصرَ مِن سِوَاهُ، نَاسِينَ أَو مُتَنَاسِينَ أَنَّ نَصرَ اللهِ لأَولِيَائِهِ، لا يَكُونُ دَائِمًا بِهَزِيمَتِهِم في مُوَاجَهَةٍ عَسكَرِيَّةٍ، وَلا بِغَنِيمَةٍ تُنَالُ مِنهُم في حَربٍ، بَل لَهُ صُوَرٌ كَثِيرَةٌ، وَمِنهَا إِهلاكُ العَدُوِّ بِجُندٍ لا يَعلَمُهَا إِلاَّ هُوَ، فَيُكفَى المُسلِمُونَ شَرَّهُم، وَتَسلَمَ لَهُم أَجسَادُهُم وَأَموَالُهُم، وَهَذَا مَا حَدَثَ بِإِغرَاقِ فِرعَونَ وَجُنُودِهِ في البَحرِ، وَإِنجَاءِ مُوسَى - عَلَيهِ السَّلامِ - وَمَن مَعَهُ، وَقَد حَدَثَ مِثلُهُ لِنَبِيِّنَا - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وَأَصحَابِهِ في غَزوَةِ الخَندَقِ، حَيثُ أَرسَلَ اللهُ عَلَى الأَحزَابِ رِيحًا وَجُنُودًا لم يَرَهَا أَحَدٌ، فَاقتَلَعَت خِيَامَهُم وَكَفَأَت قُدُورَهُم، فَهَرَبُوا مُنهَزِمِينَ وَوَلَّوا مُدبِرِينَ، وَكَفَى اللهُ المُؤمِنِينَ القِتَالَ، وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا. وَللهِ في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ أَمثَالُهَا، فَمَا عَلَى المُسلِمِينَ سِوَى إِخلاصِ التَّوَجُّهِ إِلَيهِ وَحدَهُ، وَالاتِّصَالِ بِهِ اتِّصَالَ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيهِ الرَّاغِبِينَ فِيمَا عِندَهُ، وَتَقوِيةِ الإِيمَانِ في قُلُوبِهِم، وَتَرسِيخِ العَقِيدَةِ في نُفُوسِهِم، وَالبُعدِ كُلَّ البُعدِ عَن طَلَبِ النَّصرِ مِنَ العَدُوِّ أَوِ الاستِكَانَةِ لَهُ، وَحِينَهَا فَليبشِرُوا بِنَصرِ اللهِ لَهُم وَتَأيِيدِهِ إِيَّاهُم. وَإِنَّ مِن أَعظَمِ ذَلِكَ مِمَّا يُؤخَذُ مِن دُرُوسِ عَاشُورَاءَ، وُجُوبَ مُخَالَفَةِ هَديِ المُشرِكِينَ في كُلِّ أَمرٍ، وَخَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالعِبَادَاتِ؛ فَإِنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - حِينَ صَامَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَومٌ يُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَال: " لَئِن بَقِيتُ إِلى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ " رَوَاهُ مُسلِمٌ، وَمَا هَذَا مِنهُ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - إِلاَّ تَربِيَةٌ لأُمَّتِهِ في وُجُوبِ مُخَالَفَةِ هَديِ المُشرِكِينَ وَمُجَانَبَةِ طَرِيقِ الكَافِرِينَ، لِعِلِمِهِ أَنَّهُ مَتى تَشَابَهَتِ الأَعمَالُ في الظَّاهِرِ، وَأَخَذَ المُسلِمُونَ عَادَاتِ الكَافِرِينَ شِعَارًا لَهُم وَذَابُوا في أَخلاقِهِم، فَلَن يَكُونَ لَهُم عَلَيهِم فَضلٌ في دَينٍ، وَالأَعَمُّ الأَغلَبُ أَنَّ المُؤمِنِينَ في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ أَقَلُّ مِنَ الكَافِرِينَ عَدَدًا، فَمَا لَم يَكُنْ لَهُم تَمَيُّزٌ بِاتِّصَالِهِم بِرَبِّهِم وَخَالِقِهِم وَنَاصِرِهِم، فَلَن يَكُونَ لَهُم قُوَّةٌ عَلَى غَيرِهِم، وَلَن يَحظَوا بِسُمُوٍّ فَوقَهُم وَلا عُلُوٍّ عَلَيهِم. وَإِنَّ مِن وُجُوهِ المُخَالَفَةِ لِليَهُودِ وَالَّتي اتَّضَحَت في يَومِ عَاشُورَاءَ، أَنَّهُم كَانُوا يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا، وَتِلكَ عَادَتُهُم وَذَلِكَ دَيدَنُهُم، حَيثُ يَتَّخِذُونَ المُنَاسَبَاتِ أَعيَادًا، فَأَمَرَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - بِمُخَالَفَتِهِم وَصِيَامِهِ شُكرًا للهِ، فَفِي صَحِيحِ مُسلِمٍ عَن أَبي مُوسى - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ: كَانَ أَهلُ خَيبَرَ يَصُومُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا وَيُلبِسُونَ نِسَاءَهُم فِيهِ حُلِيَّهُم وَشَارَتَهُم. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " فَصُومُوهُ أَنتُم ".

وَإِنَّ مِنَ الانهِزَامِيَّةِ الظَّاهِرَةِ وَالتَّبَعِيَّةِ المَقِيتَةِ، مَا جَعَلَ أَقوَامٌ مِن هَذِهِ الأُمَّةِ في زَمَانِنَا يُسَارِعُونَ إِلَيهِ، مِن التَّشَبُّهِ بِاليَهُودِ في جَعلِ كُلِّ مُنَاسَبَةٍ وَطَنِيَّةٍ أَو قَومِيَّةٍ عِيدًا يُحتَفَلُ لَهُ وَيُحتَفَى بِهِ، وَكُلُّ هَذَا ضَلالٌ وَتَخَاذُلٌ وَنُكُوصٌ عَنِ الدِّينِ الحَقِّ، الَّذِي لم يُجعَلْ لِلمُسلِمِينَ فِيهِ سِوَى عِيدَينِ اثنَينِ، وَهُوَ مِمَّا يُضعِفُ شَأنَ الأُمَّةِ وَيَفُتُّ في عَضُدِهَا؛ لِكَونِهَا خَالَفَت أَمرَ اللهِ وَأَمرَ رَسُولِهِ، وَقَد قَالَ - سُبحَانَهُ -: "وَمَن يَعصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا "وَإِنَّ مَنهَجَ الأَنبِيَاءِ الَّذِينَ هُم أَعلَمُ النَّاسِ بِاللهِ، أَنْ كَانُوا يَشكُرُونَ رَبَّهُم بِالإِكثَارِ مِن طَاعَتِهِ وَلُزُومِ عِبَادَتِهِ، لا بِابتِدَاعِ البِدَعِ وَالخُرُوجِ عَن أَمرِهِ وَإِضَاعَةِ حُدُودِهِ، وَقَد صَامَ مُوسَى عَاشُورَاءَ شُكرًا للهِ، وفي الصَّحِيحَينِ عَنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعبَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ: قَامَ النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - حَتى تَوَرَّمَت قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: قَد غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ: " أَفَلا أَكُونُ عَبدًا شَكُورًا؟! " أَلا فَاتَّقُوا اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - وَكُونُوا مَعَهُ يَكُنْ مَعَكُم، وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُم مُؤمِنِينَ، فَإِنَّهُ - تَعَالى - عِندَ ظَنِّ عَبدِهِ بِهِ، وَهُوَ مَعَهُ إِذَا ذَكَرَهُ وَدَعَاهُ ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]

الخطبة الثانية

أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ - تَعَالى - حَقَّ تُقَاتِهِ، وَسَارِعُوا إِلى مَغفِرَتِهِ وَمَرضَاتِهِ، وَاحمَدُوه عَلَى كَرِيمِ عَطَايَاهُ وَجَزِيلِ هِبَاتِهِ، حَيثُ أَعطَاكُمُ الثَّوَابَ الجَزِيلَ عَلَى العَمَلِ القَلِيلِ، وَجَعَلَ تَكفِيرَ ذُنُوبِ سَنَةٍ كَامِلَةٍ في صِيَامِ يَومٍ وَاحِدٍ، وَفي هَذَا مَا يَحدُو النُّفُوسَ إِلى الطَّاعَةِ وَيُحَبِّبُ إِلَيهَا القُربَةَ، وَيُرَغِّبُ المُؤمِنِينَ في العِبَادَةِ ابتِغَاءَ مَا عِندَ اللهِ، وَكَم هُوَ حِرمَانٌ لِلنَّفسِ أَن يُفَرِّطَ بَعضُنَا في عَظِيمِ الأَجرِ، وَلا يَكُونَ لَهُ حَظٌّ في صِيَامَ الأَيَّامِ الَّتي جَاءَت سُنَّةُ الحَبِيبِ مُرغِّبَةً في صِيَامِهَا، في حِينِ أَنَّ الصَّحَابَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُم - كَانُوا يَصُومُونَهَا وَيُرَبُّونَ عَلَيهَا صِبيَانَهُم، فَفِي البُخَارِيِّ وَمُسلِمٍ عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنتِ مُعَوِّذٍ قَالَت: أَرسَلَ النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلى قُرَى الأَنصَارِ: "مَن أَصبَحَ مُفطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ، وَمَن أَصبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ" قَالَت: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعدُ وَنُصَوِّمُ صِبيَانَنَا، وَنَجعَلُ لَهُمُ اللُّعبَةَ مِنَ العِهنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُم عَلَى الطَّعَامِ أَعطَينَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِندَ الإِفطَارِ. وَفي تَعوِيدِ الصَّحَابَةِ - رَضِيَ اللهُ عَنهُم - صِبيَانَهُم عَلَى الصِّيَامِ، إِشَارَةٌ إِلى أَنَّهُ يَنبَغِي إِظهَارُ شَعَائِرِ الدِّينِ حَتى عِندَ غَيرِ المُكَلَّفِينَ، لِيَقوَى لَدَيهِمُ الانتِمَاءُ لِهَذَا الدِّينِ، وَلِيَتَعَوَّدُوا العِبَادَةَ وَيَألَفُوا الطَّاعَةَ. فـ ﴿ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأحقاف: 31، 32].


المصدر : شبكة الألوكة 



للمزيد حول موضوع عاشوراء ، على هذا الرابط :


الاثنين، 20 أكتوبر 2014

بدع نهاية وبداية العام


بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) [ سورة التوبة ]

قبل أربعة عشر قرناً بزغ نور ساطعٌ أضاء سماء مدينة يثرب مبشراً الأمة بقدوم النبي المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسولاً ومبشراً ونذيراً، واستقبل النبي الكريم بالفرح العظيم من أهالي يثرب وتعالت أصوات التهليل والتكبير ممتزجةً بزغاريد النساء وأهازيج الأطفال :

طلــــع البدر علينا من ثنيــات الوداع
وجــب الشـكر علينا ما دعـــا لله داع
أيها المبعوث فينـــا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينـة مـرحباً يا خير داع

وبدأت منذ ذلك التاريخ رحلة الأمة في مسيرتها الحضارية نسجل كل يوم صفحةً جديدةً ناصعةً مليئةً بالأحداث الجسام والنتائج العظام.
 فالهجرة النبوية الشريفة حدث غير مجرى التاريخ إنها المنطلق العالمي والموقف الحاسم في تاريخ هذه الأمة وكلما تحقق من منجزات ونجاحات وانتصارات محسوب عليها وراجع إليها إنها مرحلة انتقال من أرض حجبت عنها أنوار الهداية والمعرفة إلى أرض سطع بها نور الإسلام بما يحمله من قيم الحق والمساواة والعدل، إنها الحدث العظيم الذي برهن على نتائج الصبر والثبات على المبدأ، إنه الحد الفاصل بين الباطل و طغيانه وبين الحق وعدالته وسلامه وسماحته.
الهجرة النبوية الشريفة إنها تضحية كبيرة من النبي صلى الله عليه وسلم ومن صحابته المهاجرين الكرام عندما تركوا الأرض والمال والأهل في سبيل الدفاع عن الدين الجديد بكل إيمان وعزيمة.
فالهجرة قيام الدولة العربية الإسلامية على أسس حضارية راسخة وسليمة رسمت للحياة العربية وجهاً جديداً مشرقاً في كل شيء.



 1436/1435 هجرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
أيها الإخوة والأخوات..
هانحن اقتربنا لنودع عام هجري بأكمله..
مرت سنة هجرية بحلوها ومرها..
حصل فيها كثير من المواقف.. كم حزنا وكم
 فرحنا على دنيا فانية..
وكم فقدنا أناس وأحباب كانوا معنا في العام
الماضي واليوم أصبحوا تحت التراب..
هكذا هي سنة الحياة فدوام الحال فيها من المحال..
فقد أنعم الله علينا بأن أكمل لنا الدين وأتم نعمته علينا..
فقد انتقل حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى بعد ما بين لنا جميع أمور ديننا وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك....
وأخبرنا بأن (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )
فأتى قوم من بعده أحدثوا أمورا وابتدعوها لم يفعلها رسولنا ولا صحابته أجمعين...
ومن هذه الأمور مايحدث من مخالفات في نهاية العام وبدايته...
فهذه بعض المخالفات نقلتها لكم من فتاوى مشايخنا الكرام كتبتها لكم في نقاط مختصرة لعل الله أن ينفعنا بها ويلهمنا الصواب..

1 / تخصيص بعض الناس في آخر العام  بعبادة معينة، كصلاة وصوم ودعاء واستغفار وهذه من البدع

 2 / نلاحظ من بعض الناس ارسال رسائل الجوال طلب المسامحة والعفو عند نهاية العام
فالواجب على المسلم أن يطلب المسامحة والعفو متى أخطأ في حق أخيه وليس في نهاية العام..

3 /  التهنئة في بداية العام إذا هنأك أحد فرد عليه ولا تبتدئ بها حتى لاتتشبه بعادات أهل الكتاب هكذا قاله إبن عثيمين..

4 / إعتقاد بعض الناس بطي صحيفة الأعمال في نهاية العام وهذا خطأ،
 وما يتعلق بطي الصحائف فلم يرد به دليل صحيح أنها تطوى آخر العام،
علما أن تحديد آخر العام وأوله كان بإجتهاد الصحابة في زمن الفاروق عمربن الخطاب وليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم..

5 /  إقامة احتفالات في نهاية وبداية العام وهذه تشبه بأهل الكفر،(من تشبه بقوم فهو منهم)

6 / بعض الناس والواعظين يطلبون محاسبة النفس في نهاية العام،
 فعلى المسلم أن يحاسب نفسه في كل دقيقة وثانية،
فهو لايدري أيبلغ نهاية العام حتى يحاسبها أم لا ..!!
 فالموت قريب منه..

فالواجب علينا هو الحرص على الإلتزام بكل ما في الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح، والحذر من الابتداع والتوسع فيما لم يرد به دليل، ولو كان خيراً لسبقونا إليه،
مع قيام الداعي لمثله في زمنهم، فعدم فعلهم يدل على عدم مشروعيته..
وفق الله الجميع لمايحبه ويرضاه..
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



لا يُبتدع في الدّين من وعى قول الحبيب صلوات ربي عليه “
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )


حكم تخصيص آخر السنة الهجرية بالأعمال
أجاب عليها فضيلة الشيخ  الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر
التاريخ  30/12/1429 هـ
السؤال :
فضيلة الشيخ: د.ناصر العمر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
يكثر في نهاية العام رسائل الجوال و غيرها بالتهنئة به، وطلب الاستغفار قبل طي الصحائف، بل وتصل أحياناً إلى الدعوة بصيام آخر أيام السنة، أو أول أيام السنة الجديدة، وبإحياء ليلة رأس السنة الهجرية، ونحو ذلك
جزاكم الله خيراً
الجواب :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فعن عائشة _رضي الله عنها_ قالت: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد" رواه البخاري.
- وما انتشر في هذه الأيام بمناسبة نهاية العام من تخصيص آخر العام
- أو أوله بالصيام واختتام آخر السنة بصلاة أو عبادة أو استغفار،
فكل هذه الأمور لا أصل لها في الشرع،
وقد سألت كلاً من شيخي الشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ عبد العزيز الراجحي _حفظهما الله_ عن ذلك ،
فقالا : "كل ذلك لا أصل له، وهو بدعة"، حيث إن تخصيص عبادة بزمان أو مكان أو بعدد مما لم يرد به دليل هو بدعة، كما قرر العلماء _رحمهم الله_، بعد استقراء النصوص وتتبعها.
وما يتعلق بطي الصحائف فلم يرد به دليل صحيح أنها تطوى آخر العام؛ علماً أن تحديد آخر العام وأوله كان باجتهاد من الصحابة في زمن عمر رضي الله عنهم وليس مرفوعاً إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ ، حيث إن الهجرة قد اختلف في زمانها على أقوال عدة، ولذلك فتقييد المحاسبة في آخر العام لا أصل له، بل يجب أن يحاسب المرء نفسه طوال العام كما قال عمر _رضي الله عنه_: "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا"، رواه الترمذي.
أما التهاني، فمن قصد بذلك التعبد فلا ينبغي ولا أصل له، ويخشى أن يكون فيه تشبه بأهل الكتاب مما يجعله عيداً، ولذلك قرر بعض العلماء أنه بدعة أيضاً، وقيل إن كان من أمور العادات فليس ببدعة ما لم يرد به تعبداً، ولذلك أرى تجنبه، والواجب هو الحرص على التزام الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، والحذر من الابتداع والتوسع فيما لم يرد به دليل، ولو كان خيراً لسبقونا إليه مع قيام الداعي لمثله في زمنهم، فعدم فعلهم يدل على عدم مشروعيته.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


كيف يُحدث قَلب مؤمن بدعة
وقَد صدح في الكون ..
( اليوم أكملت لكم دينكم )

سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ما حكم التهنئة بالسنة الهجرية وماذا يرد على المهنئ ؟
فأجاب رحمه الله : إن هنأك احد فرد عليه ولا تبتديء أحدا بذلك هذا هو الصواب في هذه المسألة لو قال لك إنسان مثلا نهنئك بهذا العام الجديد قل : هنئك الله بخير وجعله عام خير وبركه ، لكن لا تبتدئ الناس أنت لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد بل اعلموا أن السلف لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وقال ابن عثيمين رحمه الله في الضياء اللامع ص 702 : " ليس من السنة أن تحدث عيدا لدخوله أو نعتاد التهاني ببلوغه "
" لا تجوز التهنئة بالسنة الهجرية ؛ لأنه غير مشروع " 
[ اللجنة الدائمة رقم 20795 ].



الابتداع في الدّين .. طريق الجاهلين والجاهلين فقط .. !
فـ احذر يارعاك اللّه .

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله حيث سئل عن التهنئة بالعام الهجري الجديد فأجاب : ((لا نعرف لهذا أصلاً ، والتأريخ الهجري ليس المقصود منه هذا أن يجعل رأس السنة مناسبة وتُحيا ويصير فيها كلام وعيد و تهاني، و إنما جعل التأريخ الهجري من أجل تمييز العقود فقط، كما فعل عمر رضي الله عنه لما توسعت الخلافة في عهده، صارت تأتيه كتب غير مؤرخة، احتاج إلى أنه يضع تأريخ تعرف به الرسائل و كتابتها، استشار الصحابة ، فأشاروا عليه أن يجعل الهجرة مبدأ التأريخ الهجرة، وعدلوا عن التأريخ الميلادي، مع أنه كان موجوداً في وقتهم، و أخذوا الهجرة و جعلوها مبدأ تاريخ المسلمين لأجل معرفة الوثائق و الكتابة فقط، ليس من أجل أن تتخذ مناسبة و يتكلم فيها، هذا يتدرج إلى البدع .






لا يخصص آخر يوم والا آخر جمعة  بدعاء ولا باعتذار
يظن بعض الناس أن الأعمال ترفع والصحف تطوى نهاية العام الهجري وهذا لا أصل له .
قال ابن القيم رحمه الله : " عمل العام يرفع في شعبان كما أخبر به الصادق المصدوق أنه شهر ترفع فيه الأعمال، ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس. وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل . وعمل الليل في آخره قبل النهار . وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله وطويت صحيفة العمل " [ تهذيب السنن ]

فــ " تخصيص آخر العام باعتذار وتخصيصه بعبادة أو دعاء بدعة " 
هذا ما قاله الشيخ آل الشيخ والفوزان حفظهما الله .



احرسوا سنته !
كونوا العين اليقظة لأحاديث كذب ينسبونها إليه ثم يتداولونها !


حكم الاحتفال بالعام الهجري   رقم الفتوى: 59497 التصنيف: بدع الأيام والشهور

 السؤال : هل الاحتفال بالعام الهجري حلال أم حرام

الإجابــة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الاحتفال بالعام الهجري واتخاذه عيدا لا أصل له في الشرع، ولم يصح الاحتفال به عن أحد من الصحابة ولا التابعين، ولا استحبه أو أجازه أحد من الأئمة المتبعين، والأعياد عند المسلمين عيدان: عيد الأضحى وعيد الفطر، كما ثبت في الحديث الصحيح، وراجع الفتوى رقم: 17687 قال في الموسوعة الفقهية: وليس للمسلمين عيد غيرهما. والله أعلم.




أرواحُنا سماويّةُ الفطرة !
لذا ينبغي أن نرقى عن سفاسِفُ الأمُور من بدعٍ و أهواء
تخدش نقاءها ، و تكدّر صفاء معينها
زادها سماويّ ، فاقتبسوا لها هدياً إلهيّا ()

 الاحتفال بأول العام الهجري  رقم الفتوى: 103679 التصنيف: بدع الأيام والشهور

 السؤال : ما حكم إقامة احتفال باستقبال العام الهجري الجديد من غير تكرار في كل عام وبغير تحديد وقت معين؟ وما حكم إقامة الموكب مثلا في ماليزيا في الشوارع لاستقبال العام الهجري الجديد؟ أفيدونا مأجورين.

 الإجابــة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الاحتفال بأول العام الهجري لم يكن معروفا عند السلف في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وإنما هو من المحدثات التي أحدثها العبيديون، كما قال المقريزي، ومن المعلوم أن الشيء الذي حصل سببه في عهد السلف الأول ولم يفعلوه مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه، فإنه يعتبر فعله بعدهم بدعة، إذ لو كان خيرا لسبقونا إليه، فالخير في اتباعهم، والشر في اتباع ما أحدث من بعدهم، كما قال شيخ الإسلام. ولهذا نرى ترك إقامة الاحتفال بالعام الهجري ولو لم تكن أنت تنوي تكراره فقيامك بالاحتفال قد يجعل غيرك يقوم به، وأما الموكب المذكور فما نراه إلا داخلا في هذه البدعة. وتابع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8762، 59497، 76353. والله أعلم.




ما قلت قولاً لم يقله محمداً
خوفاً بـ أن يُلقى عليه ببدعة
فـ أُرَدّ عنه أو أتيه بدينه ..
ويقال عنيّ طفلة مبتدعة !

عنوان الكتاب : بِدع نهاية العام وبدايته
 اسم المـؤلف : صالح بن مقبل بن عبد الله العُصيمي
 النـاشـر : دار الهَدي النبوي - مصر، دار الفضيلة - الرياض
الطبعة : الأولى
سنة الطبع : 1434هـ
عدد الصفحات : 239
التعريف بموضوع الكتاب : لقد أكمل اللهُ تبارك وتعالى الدِّين, وأتمَّ النِّعمة, فلم ينتقِل رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الرفيق الأعلى إلَّا والدِّينُ قد اتَّضحت معالمه, واشتدَّت أركانه, فتركَنا على البيضاء، ليلها كنهارها لا يَزيغ عنها إلَّا هالك، فأتى قومٌ من بعده أحدثوا أمورًا استحسنوها, وعبادات ارتضَوْها, متذرِّعين بأنَّها حسَنة, ولا بأسَ بها, متناسين أنَّ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قد قال: ((كلُّ بِدعة ضلالةٌ))؛ فوجب على أهل العِلم أن يتصدَّوا لمثل هؤلاء, ويدحضوا باطلَهم, ويبيِّنوا ضلالهم.




تضيعُ أجورك في طرقاتِ البدَع !
و يغدو جهدك هباءً لا يجدي و لا ينفع !

بـدعُ و أخطاء آخـرِ العـامِ 
                  لمحمد الجابري

 الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسوله الأمين و بعد فهذه بعض الأخطاء و البدع التي يقع فيها بعض المسلمين في نهاية العام الهجري :
 1- تخصيص أخر العام بعبادة معينة: كصلاة أو صيام أو استغفار الخ....و ذلك لان الشرع لم يأذن بهذا. فمن صام أخر خميس أو أخر اثنين في العام بنية ختم العام، أو ختم أخر يوم في العام بصيام أو استغفار أو نحوه فقد ابتدع في دين الله، و أما من صام ذلك لأنها عادة له فلا شيء عليه. و بالجملة فإن أي زيادة في العمل من أجل نهاية العام فيخشى على صاحبها من دخولها في البدع.
 2- ختم العام بطلب المسامحة و العفو: المسلم إذا أخطأ في حق أخيه؛ فإنه يبادر بطلب المسامحة، و لا يخصص أخر العام بذلك.
 3- تخصيص أخر العام بالحديث عن المحاسبة: ذلك أن المحاسبة مطلوبة في كل وقت و كل حين؛ قال الله تعالى: ( يا أيه الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد). و الإمام ابن القيم جعل المحاسبة قبل كل عمل و أثنائه و بعده.
 4- الحديث عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة: من المعلوم أن الهجرة كانت في شهر ربيع الأول. ثم لو كانت هجرته في محرم لم يجز تخصيص هذا الوقت بالحديث عنها.
 5- قول بعض الناس: (اختم عامك بكذا ).
 6- إقامة الاحتفالات: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ( و أما إقامة الاحتفالات بمناسبة بدء العام الهجري فهو محرم للبدعة أو التشبه ). أما التهنئة فهي مباحة: فإن هنأك أحد فرد عليه، و لا تبتدئ أحدا، قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
 7- اعتقاد أن في أخر العام تطوى الصحائف: و هذا نسمعه من بعض الوعاظ حيث يقولون: ( هاهي صحائف العام يوشك أن تطوى ) و الذي ثبت في الأحاديث أن العرض السنوي هو في شهر شعبان.


وقفة مع نهاية العام :