الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

الهوية المكية ( 6 )



من ألعاب زمان الكَبَت و الكُبُوش و العجلة





لعبة الكَبَت : وهي للصغار و الكبار , وأكثر من يلعبها فتوات الحارة , لأن فيها شيئا من العنف . ينقسم اللاعبون إلى فريقين , يفصل بينهما خط ترابي , فيتخطى أحد أفراد الفريق هذا الخط , وقد مد يديه إلى الأمام مرددا جملة : ( شيد البيد البيد ) فيحاول أفراد الفريق الأخر الإمساك به , وهو ينفلت منهم , فان لمس واحد منهم و هرب عد الملموس ميتاً و عد هو ناجحاً .

وان استطاعوا القبض عليه , حاول أن يصل إلى الخط فان أمكنه ذلك عد ناجحا ومن حاول القبض عليه عد ميتا , وينحى من اللعبة . وهكذا تستمر اللعبة حتى يسقط سائر الريق .

لعبة الكُبُوش : التي كان يتعاطاها الصغار و يعلبونها بعظام تخرج من مفاصل الأغنام . يخط اللاعبون دائرة على الأرض فيرهن كل لاعب عدا من الكبوش مساويا لعدد كبوش اللاعب الأخر . ثم يمسك كل لاعب بـ ( اليرس ) , و هو من الكبوش كبيرة الحجم , يطعم بالرصاص حتى يثقل , و يلقي كل لاعب بيرسه على الأرض لتحديد البادئ باللعب . يحاول كل لاعب أن يضرب بيرسه صف الكبوش خارج الدائرة حتى يكسب اكبر عدد منها . وتنتهي اللعبة بانتهاء الكبوش داخل الدائرة , ويمضي كل لاعب بما كسب من الكبوش .

لعبة العجلة : وتؤخذ من أحدى عجلات الدرجات و تقاد بدفع عصا حديدية أو خشبية حتى تنطلق العجلة نحو الأمام يدفعها الصبي حسب قدرته على الجري .

المصدر : موسوعة مكة المكرمة و المدينة المنورة المجلد الثالث




أمثال مكاوية


أعطوا الخايب سكينة و قالوا له : روح أدبح . قال لهم : هو عمره الخايب يفلح .
يضرب في إعطاء الأمر لغير أهله .

أقطع إدن الكلب ودليها واللي فيه خصلة ما يخليها .
يضرب في عدم الفائدة من تغيير طبع إنسان مهما فعلت .

اللي أكلته بيض تطلعه فراريج .
يضرب للهانيء المسرور موقتا عندما يدفع ثمن راحته بعد انقضاء مدة سعادته المؤقتة .

بعد ما راح المقبرة صار  في فمه سكره
يضرب فيمن تعرف مناقبه بعد موته ويضرب في مدح الشىء و التعلق به بعد ذهابه من اليد ..

تسبني في زفة وتصالحني في زقاق
يضرب فيمن يعادي في العلانية و يصالح في الخفاء

جيت أتاجر في الحنة كترت الأحزان
يضرب في الحظ العاثر

•  خاتم بفصو و كل شي ترصوا
يضرب في ناقل الأخبار او ما يطلق عليه في الحجاز  : ملقلق و الأنثى ملقلقة .

•   خد علمه و حطه في قارورة
يضرب في الكاذب أي اسمع منه و احبس ما سمعته

•  خراب التلت في عمار التلتين جايز
أي هدم جزء من البناء يجوز في إصلاح بقية الأجزاء

•  خشمك منك وان كان اعوج
يضرب في قريب السوء , فهو منهم مهما فعل .

 خطبوها أتعززت تركوها اتندمت
يضرب لمن يظهر الإباء إذا طلب لا مر ثم إذا تركه ندم .

•  خليها في القلب تجرح و لا تخرج و تفضح
يضرب لمن يستعين بالصبر وتأسية نفسه , كي لا يشمت به الآخرون

•  الخير على قدوم الواردين
يضرب في استحصال خير عند قدوم الواردين

حرة صبرت في بيتها عمرت
يضرب في الصابرة على الأذى من زوجها تبقى في بيتها وتعمر فيه

المرجع : معجم الأمثال الشعبية في مدن الحجاز / لـ فريد عبدالحميد سلامة .



مكونات البيت المكي





يتكون البيت المكي في الغالب من التالي:
الدور الارضي (الأول):
1- الدهليز: وهو عبارة عن مدخل البيت ومقر استقبال الزائرين العابرين , وأرضه تفرش بالرمل أو بالطبطاب , ويوضع به كرسي "شريط" أو أكثر .
2- المقعد : ويكون بجانب الدهليز وهو مقر استقبال الأقرباء من الرجال ويكون أعلى من الدهليز حتى لاتدخل فيه الأمطار ويوضع فيه الكرويت يُكسى بالفرش والمساند , ويستخدم مخزن لحفظ العفش الزائد , أما إذا كان صاحب البيت تاجر فتوضع فيه البضاعة .
3- الحمام (بيت الماء) : أو الطهارة ويكون بجانب المقعد وبه حنفية أو زير وكرسي "المرحاض" لقضاء الحاجة ويكون مرتفع عن مستوى الأرض ب 10- 15 سم , إضافة إلى وجود إبريق ومغرف .

الدور الثاني :
1- غرفة التخزين : وهي أما غرفة أوغرفتين .
2 - المجلس :لاستقبال النساء وبه عدة طيق "نوافذ" ويتوسطها الروشان المغلق بشابيك الخشبية وبها قلابات أو كربيتات ومن خلالها يمكن رؤية من في الخارج ولايمكن رؤية من بالداخل وتفرش بالمفارش والمخدات , وباقي المجلس يفرش بالكرويت وعليه ليانة من القطن تفرش عليها سجادة ومساند طرف وتلبس "تكسى" مقدمتها بقماش مشجر متين دمسك وفوق المساند قماش شرك مشغول "بياضات" ويفرش الكرويت بقماش المساند وله شريط حريري له كتل "السجاني" والأ رض تفرش بالسجاد العجم (الفارسي أو التركي) أو بالحنابل .
3 - الديوان : عبارة عن ايوان واسع ومفتوح ومخصص لاستقبال الرجال الكبار وبجانبه مقعد صغير للصغار ويفرش مثل المجلس , ويكون بجواره حمام .
4 - المؤخرة : "المعيشة"غرفة جلوس ومعيشة العائلة , وتكون للنوم في فصل الشتاء وتفرش بالحنابل الهندية الخططة واللحف و يدار على جوانبها بالمساند والمخدات , ويوضع فيها السموار وبراريد الشاهي أبو أذن والمسكوفي .
5 - الصفه : "الخزانة" وتقع بين المجلس والمؤخرة وهي عبارة عن غرفة الملابس حيث يوجد بها الصندوق السيسم أو السحارة وهذه الغرفة خالية من الطيق "النوافذ" وفي هذه الغرفة تحفظ بعض الأطعمه مثل المربات والمخللات وغيرها.
6 - المخلوان : وهي عبارة عن غرفة ملحقه بالمجلس يوضع فيها فرش المجلس الزائدة .

الدور الثالث :
1 - المركب : "المطبخ"ويقع في أعلى البيت بعيد عن المجلس والديوان لكي لاتصل روائح الطعام وأصوات النساء إلى مسامع الرجال , ويحتوي المركب على القدور والصواني والتباسي والملاعق وكوانين الطبخ , وبجواره مخزن صغير لخزن السمن والدقيق والرز وغيره .
2 - المبيت : ويقع أمام المركب وتحفظ فيه اللحف والمخدات والحنابل التي تفرش في السطح أيام الحر .
3 - الخارجة : وتكون مكشوفة السقف وبها يكون غسيل الملابس ونشرها , كما يكون بها العشاء أيام الصيف , ويوجد بجوارها حمام .
4 - الطيرمة : وهي في أعلى سطح البيت .

الموضوع مشاركة من الاستاذ : محمد علي يماني 


بنت المنقل - الطيرمة - المسروقة - السحارة 


خلال عقود قليلة تلاشت كلمات و عبارات وجمل كانت سائدة و متداولة بين الناس , سواء بالنسبة للغة الفصحى أو اللهجة الدارجة , حتى إننا لو استعرضنا بعض الكلمات المتلاشية التي لم تعد تستعمل منذ زمن طويل وجمعنا ألف كلمة منها وكتبناها أو أسمعناها لشاب في العشرين من عمره لما فهم منها شيئاً , ولظن أنها كلمات غير عربية , ولو سردها أحد من الناس سرداً لظن ان المتكلم يتحدث بالفارسية أو الأوردو لعدم فهمه لمعناها وعدم إدراكه للمراد  منها , وسأكتفي بإيراد عدد من الكلمات التي كانت مستخدمة في المنازل وحلت محلها كلمات جديدة أو لم يحل محلها ما يقابلها لعدم الحاجة إليها لانتفاء استخدام ما كانت تسمى به من أثاث أو طعام أو موقع داخل المنازل ..

بيت " حنـية " وهي المكــان الذي يخزن فيه الفحـم الذي كان يستخدم للطهي قبل وصول " الدافور " والطباخة ثم بعد ذلك البوتوجاز ولم يعد في المنازل الحديثة حنية , وفي المنازل جزء علوي منها يسمى " الطيرمة " وهو أعلى مكان في المنزل ويشبه سقف الخزان العلوي في الوقت الحاضر او سقف غرفة تخزين الفرش والأثاث الزائد , أما المسروقة فهي جزء في مدخل المنزل يشبه ما يسمى " بالميزان " في بعض المنازل الحديثة , ويقع في أعلى دهليز العمارة وقد سميت كذلك لأنها سرقت لصالح المساحة الأساسية للمنزل وأضيف إليه فلاهي دور زائد ولا سقف مرتفع شاهق .. وهناك"  الدقيسي " الذي لست متأكدا من معناه .. وكل ما ذكر وغيره متعلق بأرجاء المنزل .

أما بالنسبة للأثاث فإنني اذكر جهازا منزليا اسمه " بنت المنقل " وهذه البنت ليس لها أب اسمه المنقل ولكنها تسمية شعبية لذلك الجهاز المنزلي الذي يستخدم في طهي المواد الغذائية الخفيفة , وهناك السحارة التي تقابل حاليا " عربة العروس " ولكنها تزيد عنها بأنه يوضع فيها ملابس العروس عند خروجها من منزلها الى منزل السعادة او الشقاء !!

وهناك طرفة تروى حول السحارة خلاصتها أن احد الموظفين سرقت منه سحارة كان يملكها فأبرق الى الجهات المختصة يشكو إليها ما حصل له وراح يكرر في برقيته كلمة " السحارة " فظن من استقبل برقيته انه يشكو من سحرة و مشعوذين وانه يعنيهم بكلمة " السحارة " فأوفد من يحقق في الأمر فلما تبين له ان الأمر لا يعدو كونه سرقة صندوق من خشب " الزان " المزخرف يسمى سحارة هتف داعياً على صاحب الشكوى قائلاً " غربلك الله " !!


المرجع : مجلة الأهلة – العدد الثالث عشر شعبان 1430هـ
                                بقلم أ.محمد أحمد الحساني


صندوق السيسم و رحلة الزواج في الماضي : 





كان صندوق السيسم يعد شرطاً أساسياً من شروط إتمام عقد القران بين الزوجين لعقود طويلة سابقة في العديد من المناطق، وكان يعد من المتطلبات الأساسية المتممة للزواج إلى جانب المهر والمجوهرات، حيث كان يسبق دخول العروس إلى بيت الزوجية، ويوضع في مكان خاص وبارز، وجرت العادة أن يشترط أهل العروس على العريس إحضار أفضل صندوق لهذا الغرض، ولذا فقد كان العريس يجتهد لجلب أفضل أنواع صناديق السيسم التي عادة ما تصنع في الهند وعدن، وكانت أفضلها تلك التي مقدمتها ذات نقوش وزخارف جميلة ومتقنة فنيا، ثم يتم طلاؤها باللون الأسود وتزين ببعض القطع النحاسية في مقدمتها لتبدو في كامل جاهزيتها، بما يتفق ومظاهر الزفاف.
ويتكون صندوق السيسم من عدة أدراج، وهو مقسم من الداخل على شكل رف لكل جانب وخزانة داخلية، وعادة ما يوضع في مكان بارز من غرفة العروس الرئيسية المسماة في القنفذة “المربعة” وهي الغرفة التي تتوسط المنزل، والتي يستقبل فيها ضيوفها من النساء المهنئات والمباركات بالزواج.
وكان يعد هذا الصندوق الفريد في الماضي بمثابة خزانة لحفظ ملابس العروس وأدوات زينتها ومجوهراتها، بل صكوكها وأوراقها أيضا، والكثير من أسرار العائلة فيما بعد، وكانت تنبعث منه أزكى الروائح العطرية المعروفة محلياً مثل الريحان والبرك والكادي والشذاب والأطياب، وما زالت الكثير من العائلات تحتفظ بهذا الصندوق في مكانه المعتاد والذي بات في وقتنا الحاضر تراثاً أصيلاً لا يمكن التفريط فيه، كونه ارتبط بذكريات الزفاف ولحظات العمر الجميل منذ أكثر من ثلاثة عقود.
أما مكونات هذا الصندوق الذي بات جزءاً من التراث العتيق؛ فهي الأدراج التي تفتح إلى الأمام ومزودة بمقابض من الحديد ليسهل فتحها وغلقها، فيما تثبت على سطحه لوحة معدنية مزخرفة تسمى «القصة»، وتتدلى هذه القصة من أعلى لتلتقي مع قطعة أخرى بارزة من الحديد تسمى «البرزة»، وهي التي يوضع بها القفل المناسب لحماية صندوق الأسرار من العبث أو السرقة.
أما قاعدة الصندوق فهي عادة تصنع من الخشب المقوى المزخرف أيضاً بنقوش يدوية ويصاحب الصندوق دائماً «سلة» دائرية توضع فوقه لحفظ الملابس مصنوعة من الخيزران والأسل لها غطاء على شكل قبعة يفصل بينهما قطعة من البساط الخفيف تسمى «بردة»، فيما يوضع من الجهة الأخرى لهذا النوع من الصناديق المسمى بـ “الساباط” درج خشبي متوسط الحجم يسمى «الصنجة» بدون غطاء، تحفظ به أدوات الزينة والعطور بالإضافة إلى بيت صغير له غطاء داخلي يرفع لأعلى، وبيت آخر بغطاء جانبي لحفظ الأوراق والمستندات والمجوهرات والصكوك والعقود الخاصة بالعروس وزوجها.


المصدر / جريدة المدينة

موضة الأزياء الحجازية
شغف شبابي يعود بلباس الأجداد





العمامة رمز لأهل الحجاز، وزي تراثي منذ عهد قديم، حيث ألف الرجال منذ زمن طويل لبس العمامة، مع وجود بعض الدول العربية والإسلامية لا يزال سكانها يرتدون العمامة، وتعتبر زيا رسميا ورمزا لثقافتهم، مثل السودان والإمارات وعمان واليمن وبلاد جنوب آسيا والهند وغيرها من الدول التي حافظت على هذا الموروث الإسلامي، ومؤخرا تزايد حضور الأزياء الحجازية ممثلة بالعمائم، في المجتمع الحجازي، وأصبح مألوفا أن ترى شبابا يرتدون الأزياء الحجازية مثل العمامة والسديري في المناسبات الخاصة والأعياد

ويضيف أن أغلب العمائم كانت تصنع في مدينة حلب في سوريا، ولها عدة مسميات تختلف على حسب الشكل والنقشات، فمنها الغبانة والسليمي والسمسمية والأحمدية والرشوان البريسمي، وتمتد إلى أكثر من 20 نوعا تقريبا، وأشهرها والمفضلة لدى الكثير هي الغبانة، وهي الأكثر انتشارا
أما بالنسبة لطريقة لفها فهناك أنواع، منها لفة أهل الحارة، ولفة خاصة بطلاب العلم وتختلف عن لفة العلماء، ولفة بعض أهل المهن
وكذلك السليمي من أنواع العمائم
وهذا النوع نادر جدا، وغالي الثمن، وقد كان يصنع في كردستان والعراق وفارس والشام، وسمي بذلك نسبة إلى سليم الأول الذي كان يرتديها، حسب قول البعض

أما البقشة «تلف في الوسط» فعبارة عن شال كشميري من الصوف يصنع باليد، وهو من أقدم الأنواع، وللبقشة عدة ألوان مثل الأسود والبني والفيروزوي

ويسترجع العم جميل ذكرياته ويقول «الذي ليس له ماض ليس له حاضر، ولبس العمامة يضيف للرجل الزينة والوقار، وقد كانت الصفات والأخلاق الطيبة والجميلة في الأسلاف، فمن الجميل أن نرجع للماضي ونحنُّ له ونعتز بعاداتنا وصفاتنا»
الشاب صدقه وزان (20 سنة) الطالب في كلية الطب يقول « في جميع أنحاء العالم يفتخرون بلبسهم وتراثهم ويحافظون عليه»، ومن واجبي وحقي أن أحافظ عليه وأنشره، لذلك أنا أعتز بلبسي الحجازي في مناسباتي الخاصة
ويتفق معه الشاب عبد القادر قطب( 29 سنة) وهو طبيب طوارئ، حيث يقول «العمامة رمز وتراث للمنطقة الحجازية
وأنا أرتديها منذ سنتين، وتشجعت بعد أن رأيت أحد أصدقائي يلبسها دائما وتعلمت لبسها منه، وبعد ذلك استغنيت عن الشماغ والعقال
وأحب أن أرتدي اللبس الحجازي المتكامل من عمامة وسديري وشرقي في المناسبات، وأشعر أنني شخص مميز حتى الكبار في السن يشجعونني، والممتع في الموضوع أنها نالت إعجاب الكثير من أصدقائي من خارج المنطقة الحجازية، لدرجة أن واحدا من أصدقائي في الشرقية يريد أن يتصور معي ويتعلم طريقة لفها، ونحن بدورنا نحافظ على التراث والعادات الجميلة»
»بعض الأوقات أسمع تعليقات وسخرية على طريقة اللبس، لكنني لا آخذ برأيهم، فأنا مقتنع بما أرتديه»
هذا ما ذكره الشاب سمير بخاري( 28 سنة، موظف إداري) بقوله « لأهل مكة أزياؤهم الخاصة التي تميزهم عن المناطق الأخرى، وعندما أكون خارج مكة أفضل هذا اللبس، لأنني أحب أن أرتدي ما يتعلق بمدينتي، وأنا من الأشخاص الذين يعشقون الزي المكاوي وأفتخر به»

المصدر : جريدة مكة 1435/4/18هـ - جمانة خوج



المحـرمة و المـدورة



المحرمة : هي ما يوضع للمرأة على الرأس , وهي خاصة بستر الشعر , والمحرمة عبارة عن قماش من نسيج خفيف من القطن وقد زينت أطرافها بشغل الإبرة وتوضع على الرأس بحيث يغطى معظم الشعر و يترك الشعر واضحا فوق الجبين , ثم تلم خصلتا الشعر في هذه المحرمة وتلف بها المحرمة فتتدلى الخصلتان تحت الأذنين , وقد جمعتها المحرمة فلا يظهر من الشعر إلا أطراف الخصلتين .

وبهذه المناسبة فان النساء كن يعنين كثيرا بتربية شعورهن ومعالجتها بزيت الزيتون ومشطها فكانت شعور سوداء طويلة جميلة ولم يكن قص الشعر مقبولاً بل كان يعتبر جريمة لا يفكر فيها إنسان عاقل .

وفي أيام الأعراس و الحفلات تستعمل المحارم المشغولة بالكنتيل الذهبي بدلا من المحارم المشغولة بالحرير او القطن فإذا وضعت المحرمة رأيت خصلتي الشعر وقد لفتها المحرمة المشغولة بالكنتيل الذهبي الجميل .


المدورة : هي الغطاء الذي يوضع فوق المحرمة و الذي يستر الرأس ككل وكانت أغلى أنواعها من اليشمك وهو نسيج قطني رفيع شفاف وكانوا يشترون هذا القماش ويزينونه بأشغال الإبرة  كذلك , ثم تلف المدورة على الرأس بحيث تغطي الرأس  و الأذنين ثم تنسدل على الظهر و يبقى بعد ذلك الجبين بزينة الشعر المفروق من النص والمدوار ( جمع مدورة ) العادية ترد كذلك من قماش خفيف وقد زينت أطرافه بورود مطبوعة من أصل الصناعة وهذه تستعمل كالشال للرجال و يستعملها النساء في الشتاء في البيوت , وتلف بنفس الطريقة التي وصفنها آنفا .



المصدر : ملامح من الحياة الاجتماعية في الحجاز في القرن الرابع عشر لهجري
 لـ محمد علي مغربي . ( الصورة : من كتاب رياط الولايا لهند باغفار )