الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

الهوية المكية ( 4 )





تعريف التراث :
بمفهومه البسيط هو خلاصة ما خلَفته ( ورثته ) الأجيال السالفة للأجيال الحالية . التراث هو ما خلفه الأجداد لكي يكون عبرة من الماضي ونهج يستقي من الأبناء الدروس ليعبروا بها من الحاضر إلى المستقبل. والتراث في الحضارة بمثابة الجذور في الشجرة، فكلما غاصت وتفرعت الجذور كانت الشجرة أقوى وأثبت وأقدر على مواجهة تقلبات الزمان. ومن الناحية العلمية هو علم ثقافي قائم بذاته يختص بقطاع معين من الثقافة (الثقافة التقليدية أو الشعبية) ويلقي الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية ونفسية. التراث الشعبي عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل. ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية مثل الأشعار والقصائد المتغنّى بها وقصص الجن الشعبية والقصص البطولية والأساطير. ويشتمل التراث الشعبي أيضًا على الفنون والحرف وأنواع الرقص، واللعب، واللهو، والأغاني أو الحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائرة، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم الخرافية والاحتفالات والأعياد الدينية. كذلك فكل الناتج الثقافي للأمة يمكن أن نقول عنه "تراث الأمة".


من عجائب صنع الله تعالى انه لما كانت مـــــكة بلده الامين والكعبة قبلة المسلمين جعل ســـكان مكة خليطا من جميع الاجناس تهوى اليها الناس من عموم أطـــراف المعمورة وهذا بعد انتشار الاسلام لذلك صار لاهـــــل مكة عوائد مختلفة ماخوذه من عوائد الاجناس المختلفـــة التى تفد اليها فتقيم بها.وقد لفتت تلك العوائد انظار الـمؤرخين .





الحج وطقوسه الروحانية

مكة بلد الله الحرام, فيها بيت له حرمته وقدسيته ، مكان تتجسد عبقرية جلاله في روحانيته, وجماله في جاذبيته وقداسته.
 ولإسم مكة دلالات لغوية وإيمانية, التي تبك فيها الذنوب, وتهوي إليها أفئدة المسلمين, وهي القبلة التي تتجه نحوها وجوههم
من جهات الكرة الأرضية الأربع في صلواتهم ودعواتهم. تهيم في رحابها وأرجائها الروح عند المطاف والحطيم والحجر والمقام وعند المروتين.

يا حنايا أم القرى فيك قرّت ،، مهجٌ ما انطوت على شحناء

ما زلت أتذكر طفولتي في بيت كان في حمى حرمه ملاصقاً لباب من أبوابه. باب الدريبة في ممر ضيق يصل بين باب الحرم وسوق السويقة. فمكة النائم فيها كالعابد, وفي بيتنا كنا نشعر أننا نسك الحرم,حيث تصل صفوف المصلين أيام الجمعة والمواسم الروحية إلى (دهليز) البيت وتتعداه لما بعده. وإذا ذكرنا رمضان, فإن من طقوسه الطواف بالبيت قبل المغرب, وفك الريق في رواق الحرم بباب السلام ومن ثم الصعود إلى البيت لاستكمال وجبة الإفطار. وفي موسم الحج الذي نستعد ويستعد له أهل مكة, بعد الانتهاء من أيام عيد الفطر. تستعد البيوت القريبة من الحرم للإعداد لاستقبال ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام. وتتداعى في خاطري ذكريات لا تنسى في أرض لا تجد روح الجلال والجمال إلا في رحابها وبطاحها :

تفتـــق بيـن راحتيها الصـباح ،، وشَعْشَع في شفتيها القــــــمرْ
 وأزهت بها الشمس فوق البطاح ،، وجَنْ بـها الليــل حلو الصـــــورْ


ترتيبات واستعدادات مبكرة للحجاج :

كانت تتبدى لنا تباشير موسم الحج حين كانت تصل لنا أخبار وصول الحجاج تباعاً في الأيام الأخيرة من شهر شوال, فأسرتي توارثت الطوافة كما توارثت العلم أباً عن جد. فالشيخ عبدالحميد قدس رحمه الله كان الإمام الشافعي بالمسجد الحرام, حين كان للمذاهب الأربعة أئمتها في بيت الله الحرام, وكان لكل إمام مقام حول الكعبة. وكان جدي من المطوفين الأوائل وله تلاميذه من الحجاج وممن لزموا المسجد الحرام أو قدموا إليه لتلقي علوم الشريعة والفقه واللغة. وكان رحمه الله فقيهاً ولغوياً وشاعراً. حافظ أفراد العائلة, كبارها رجالاً ونساءً, على تمسكهم بمهام الطوافة وخدمة الحجيج, ولازال الأحياء منهم حتى اليوم أعضاء مساهمين في مؤسسات الطوافة. ما أن تصل برقيات وصول الحجاج ميناء جدة حتى يتم إخلاء الطوابق الأولى من البيت, تمهيداً لإسكان الحجاج فيها, وتنتقل الأسرة إلى الغرف القريبة من السطح أو (السَّطُوح), وكنت مع إخواني وأقاربي نشعر بالسعادة الغامرة, ونحن نرى أسرتنا تحتفي بقدوم الحجاج, وكان من واجبات المطوفين أن يقوموا بضيافة الحجاج لمدة ثلاثة أيام, وكان في البيت فريق من العُمّال والحُمّال والطباخين ومشرف عام عليهم يتولون خدمة الحجاج وقضاء حوائجهم وتسهيل أمورهم. ونستيقظ صباح كل يوم قبل الذهاب إلى المدرسة, بتناول الإفطار وفي البيت رائحة طبخ ونفخ الحجاج, وقد ارتبطت في ذهني برائحة الموسم كله, وتعلو أصوات المقرئين تنطلق عبر أثير الإذاعة, بأصوات أشهر المقرئين, وفي مقدمتهم مقرئو الإذاعة الحجازيون: زكي دغستاني, عبدالله خياط, محمود آشي, سعيد نور, وعباس مقادمي. تلك الصور حين تضيء الذاكرة؛ أتذكر الحجاج والحج وطقوسه وتجلياته.


 الحج والطوافة وبيع السبح :

نعيش خلال فترة موسم الحج أياماً مختلفة, يتغير فيها نمط الحياة, وما اعتدنا عليه في أيامنا طوال السنة, حيث تبدأ إذاعة مكة ببث ابتهالات التلبية وأناشيد الحج في منتصف شهر ذي القعدة, وكنا نتآلف مع الحجاج الذين يسكنون معنا في البيت كأسرة واحدة نشاركهم أكلهم وشرابهم ويشاركوننا ما نأكل ونشرب, ويفرحون لفرحنا ونشاطرهم مشاعرهم. كان كل حاج يحضر معه من بلاده صندوقاً من الخشب, فيه الشاي والقهوة والسكر والأرز والزيت وأنواع من الحلوى والبسكويت والأكل المعلب, ويُهدي إلينا بعضهم صندوقاً, أو بعضاً مما فيه, وأوحى لي أحد أقربائي مرة الاستفادة مما يُهدى إلينا, فبسطنا بسطة ( طاولة عليها قطعة من القماش وترمس مليء بالقهوة وإبريق فيه حليب, وتشكيلة من قطع البسكويت, فنبيع كوب القهوة مع ثلاث قطع من البسكويت بنصف ريال وكوب القهوة دون البسكويت بربع ريال ), عمل آخر اكتسبت منه مبلغ خمسة ريالات, في تجارتي البسيطة, إذ قمت بتطويف ( إرشاد الحجاج وتلاوة دعاء الطواف حول البيت) عدد من الحجاج في بيتنا وكان عمري يتعدى التسع سنوات بعدة أشهر. كما كنا نقوم بمرافقة الحجاج واصطحابهم لزيارة قبور السيدة خديجة والمعلاة وبئر طوى في جرول, مقابل مبلغ من المال أيضاً.


الحارات والأسواق :

 كانت حارات مكة القديمة كالشامية, حارة الباب, الشبيكة, القشاشية, الغزة, قاعة الشفا, السليمانية والفلق وغيرها, تحيط بالمسجد الحرام إحاطة السوار بالمعصم, وكانت تحيط به أسواق مكة المشهورة, كالمدعى, سوق الصغير وسوق الليل, وكان المسعى قديماً تصطف على جانبيه الدكاكين والأسواق. وكانت السيارات تمر من الغزة, وتخترق المسعى, أما سوق السويقة أو سوق الشامية, السوق الممتدة بين المسعى ناحية الصفا وأجياد, إلى منطقة باب الزيادة؛ فهي القريبة من دارنا والتي تكتظ بالحجاج في أيام الحج. ويهتم تجار مكة بموسم الحج ويحرص الكثير منهم على توفير الكثير من السلع وهدايا ذكريات الحج كالمسابح والسجاجيد والأحاريم والثياب والأقمشة والعطور والساعات.
وتمتلئ الأسواق بالحجاج, بعد النزول من منى وانتهاء شعائر الحج, والتاجر الذي لا (يُوَسّم) في الحج يعد خسراناً في ذلك العام. وقد ارتبط موسم الحج بالتجارة, حيث يتم تبادل البضائع وتسويقها. 




علاقة وطيدة بين أهل الحرمين وحجاج بيته الحرام :

منذ طفولتنا وكما نشأنا. وهذا هو إحساس كل فرد في هذا البلاد, ندرك أن حجاج بيت الله ضيوف, من واجبنا خدمتهم, وبأريحية وطيب نفس نقدم لهم ما يحتاجونه من خدمات, وقد غرست بيوت مكة سواء من كانوا من أرباب الطوافة وخدمة الحجاج وسقايتهم, أو من غيرهم, في أبنائها؛ أن خدمة الحجاج واجب مقدس, وقد انصهرت علاقة الحجاج بأهل الحرمين الشريفين, فصارت بينهم أواصر رحم وعلاقات اجتماعية وعلاقات ود وتجارة على مدى التاريخ.

المصدر : المجلة العربيةالعدد( 443 ) ذو الحجة 1434هـ - أكتوبر 2013م

بقلم الاستاذ : محمد علي قدس .       



عادة قديمة جرى عليها أهالي مكة وتتواصل حتى عيد الفطر

«مدفع رمضان» يرافق أهالي العاصمة المقدسة 30 سنة بـ4500 طلقة مدفعية

اعتاد السعوديون عامة، وأهالي العاصمة المقدسة خاصة، على وجود مدفع رمضان الذي يكون إلى جانب الأذان، مؤذنا بالإفطار تارة، وبالإمساك وقت السحور تارة أخرى.
المدفع الرمضاني الذي ينقل التلفزيون السعودي يوميا وعلى الهواء مباشرة، لحظة إطلاقه، عرف عنه ظهوره في غرة الشهر الفضيل، واختفاؤه طيلة أيام السنة، بالإضافة إلى استثماره في الأعياد إيذانا بدخول العيدين السنويين.
والمدفع الذي لن يتوانى عن الأنظار طيلة 30 عاما الماضية بقرابة 4500 طلقة صوتية على الرغم من وجوده مدة أكثر من 30 عاما الماضية، ولكن على أقل تقدير فهو لم يختف عن النظر طيلة الـ3 عقود الماضية.
وجرت العادة في العاصمة المقدسة مكة المكرمة (غرب السعودية) أن تطلق المدافع الصوتية، وذلك مع دخول وقت صلاة المغرب إيذانا بالإفطار، أمام ذلك تأهب مدفع رمضان بمكة المكرمة لإطلاق أولى سبع قذائف صوتية ليعلن دخول شهر رمضان المبارك ابتهاجا، ليبدأ مزاولة مهامه الرمضانية بعد استراحة دامت عاما كاملا بغرفته المخصصة له في مقر إدارة المهمات والواجبات بمكة المكرمة.
وتم تجهيز المدفع بالذخيرة اللازمة «قذائفه الصوتية» التي يتم استخدامها طوال شهر رمضان المبارك طيلة الشهر وحتى أول أيام عيد الفطر، حيث يطلق طلقة عند دخول وقت الإفطار وأخرى عند دخول وقت السحور وطلقتان للإعلان عن الإمساك يوميا.

أما عند دخول عيد الفطر المبارك فتدوي طلقاته الصوتية ابتهاجا مختتما نشاطه للعام الحالي، ويتم نقله إلى غرفته بمقر المهمات بعد أن أكمل إنجاز مهمته، ويبلغ مجموع الطلقات التي يطلقها منذ دخول شهر رمضان المبارك حتى الإعلان عن دخول عيد الفطر المبارك 150 طلقة تقريبا.
وخصص عدد من رجال الأمن للعناية به وتجهيزه وتهيئته وصيانته وتنظيفه منذ وقت مبكر وطيلة الشهر الكريم وإطلاق الذخيرة الصوتية عند الإفطار وقبل السحور وعند الإمساك قبل صلاة الفجر.
ويعد مدفع رمضان أسلوبا من الأساليب المستخدمة في الإعلان عن دخول شهر رمضان المبارك وموعد الإفطار والإمساك، في كل يوم منذ دخول الشهر الكريم حتى دخول عيد الفطر، وهو تقليد متبع في العديد من الدول العربية والإسلامية ورمز من رموز شهر رمضان المبارك ليس في المملكة، بل في جميع الأقطار الإسلامية. ويعتبر مدفع رمضان في مكة المكرمة آلة يتم نقلها بواسطة مركبة من مقر إدارة المهمات والواجبات إلى مكانه الذي خصص له بجبل من جبال مكة المكرمة المتميز بارتفاعه وخلوه من السكان وقربه من المسجد الحرام وأطلق عليه جبل أبو المدافع.
ويطلق المدفع ذخائر صوتية ناجمة عن عملية انفجار البارود واحتراقه داخل فوهة المدفع، حيث ينطلق الصوت ليسمع في كافة أرجاء مكة المكرمة ويصدر دخانا متصاعدا نتيجة لاحتراق البارود بعد إطلاق الذخيرة. وقد استبدل في السنوات الأخيرة بالمدفع الموجود آخر جديدا وهو شبه آلي، كما أن القذيفة التي يتم طلقها جاهزة وليس على الشخص الذي يقوم بإطلاقها إلا وضعها في المكان المخصص لها ومن ثم يضغط الزر المعين لإطلاق الصوت، بعكس المدفع السابق الذي كان يعمل يدويا، حيث يتم ملء فوهة المدفع بالبارود ومن ثم يتم كبسه يدويا، بعد ذلك يتم إطلاق القذيفة عبر سحب حبل للخلف بشدة ومن ثم ينطلق الصوت ويقوم الشخص المسؤول بإطلاق القذيفة يوميا عند سماع صوت الأذان للإعلان عن دخول وقت الإفطار وعند دخول وقت السحور وعند وقت الإمساك.
وكان في مكة المكرمة عدة مدافع في مواقع مختلفة في عدد من أحياء مكة المكرمة، وأصبح الآن لا يوجد إلا مدفع واحد وهو الذي يتم استخدامه فقط، وذلك بسبب توافر وسائل الإعلان المختلفة ووسائل الاتصال المتعددة والمتنوعة للإعلان عن دخول الشهر الكريم والإفطار والإمساك، مما جعل الحاجة إلى استخدام المدفع للإعلان عن ذلك غير ضرورية وإنما يتم استخدامه كرمز من الرموز والطقوس الرمضانية الموروثة في عدد من الدول الإسلامية والعربية.

المصدر : الشرق الاوسط 1432/8/30هـ




عيد الفطر المبارك
  
تهيا الكثير من الأطعمة لاستقبال عيد الفطر المبارك منها الدبيازة وهي خليط من قمر الدين واللوز الحجازي المحمر والمشمش المجفف وحبات التمر المجفف يأتي متشابكا في خيط - قلاده- وهو من أهم عناصر الدبيازة وتصنع من السمن البري الممتاز ....كما تشتري العوائل انواعا من الجبن الأبيض والتركي واليوناني مع انواع من الزيتون وانواع من المربات يصنعونها في بيوتهم كا مربة السفرجل والدباء ....وكذلك الاقبال على شراء حلويات العيد التى كانت تصنع محليا وتلك التى تستورد من الخارج والحلاوة اللوزية التي كانت تستورد من بعض الأقطار العربية والحلاوة الليمونية بالاضافة الى المكسرات
وفي اليوم الاول من ايام العيد وقبل اداء صلاة العيد بالمسجد الحرام تتعالى الأصوات بذكر الله ( الله اكبر  الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة و اصيلا .....الخ )
وهذه من احلى مباهج العيد ومظهره ..ان فيها ذكر الله وتعظيمة وتوقيره على ما من علينا من نعمائه وفضله ثم تثنى بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
ومن المظاهر ايضا ذهاب الناس الى بعضهم البعض ويحرصون ان يكون اليوم الأول للأهل والأصهار اما في الايام التالية فتوزع على عدة حارات ...
ويقدم للضيوف القهوة والشاي او العصير او الماء المبرد وتقدم ثلاث صحون عليها بعض من المكسرات والحلوى المشكلة يتناول الضيوف ما يريدون ثم يقوم المباشر بتغطية الصحون بقطعة جميلة من القماش حواشيها مطرزة بخيوط ذهبية .
ويتبادل الناس في أيام العيد فيما بينهم عبارات التهنئة ( كل عام وانتم بخير ) ...
( من المقبولين ان شاء الله ) ...(جعلكم الله من العائدين الفائزين ) ...ويكون الجواب في الغالب ان شاء الله نحن وأنتم وجميع المسلمين .
ومن ابرز ملامح العيد ( العيدية ) التي تحرك تطلعات الاولاد والبنات وخاصة الصغار لشراء الالعاب او الذهاب الى مواقع المداريه ...وممارسة الالعاب الاخرى كالكبت والبرجوه والكبوش ...
ومن مظاهر العيد ايضا الحفلات التى يقيمها الاعيان والقبائل ....ولا زالت هذه العائده قائمة الى الان . ومن الناس من يقضي ايام العيد بين النو والاسترخاء او على احد الشواطي او السفر للاخارج او في البراري ...

الموضوع من كتاب : أهل الحجاز بعبقهم التاريخي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق