الأربعاء، 4 مارس 2015

فلذاتنا روح الحياة ( 2 )





مفهوم التربية :

التربية لغة: قال الراغب الأصفهاني: الرَّبُّ في الأصل: التربية، وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حدّ التمام، يقال رَبَّهُ، وربّاه ورَبَّبَهُ. وقيل: (لأن يربّني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّني رجل من هوازن). وقال البيضاوي: التربية هي تبليغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً.

وقال تعالى في قصة موسى عليه السلام عندما حكى قول فرعون: ﴿ ألم نربك فينا وليداً ولبثت فينا... ﴾ الآية {الشعراء:18} قال ابن كثير: ما أنت الذي ربيناه فينا وفي بيتنا وعلى فراشنا, وأنعمنا عليه مدة من السنين.

وقد ورد في القرآن لفظ التزكية بمعنى التربية حيث قال تعالى: ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾{البقرة:151 }. قال ابن كثير: وَيُزَكِّيهم، أي: يطهرهم من رذائل الأخلاق ودَنَس النفوس وأفعال الجاهلية، ويخرجهم من الظلمات إلى النور. وهي التربية.


التربية اصطلاحاً: ليس للتربية اصطلاح مستمر وثابت, لأن كل عصر يتجدد فيه معنى التربية, أما في عصرنا فقد عرفها علماء التربية بأنها: تنشئة الفرد وإعداده على نحو متكامل في جميع الجوانب العقدية والعبادية والأخلاقية, والعقلية والصحية, وتنظيم سلوكه وعواطفه في إطار كلي يستند إلى شريعة الإسلام, من خلال الطرق والإجراءات التي تقبلها الشريعة




تعتبر مرحلة الطفولة من أخطر مراحل النمو، وأكبرها أثراً في النفس.. فهي مرحلة البناء الفعلي للشخصية بما أودع الله فيها من استعدادات ومواهب…
ومن حق الطفل علينا: أن نربي عقله لنبعده عن الخرافة والأسطورة، أن ننمي ملكاته، ونفتح عقله ومواهبه، نثقفه ليصبح مؤهلاً للقيام بدوره الإيجابي النشيط في المجتمع.
أن نعمق لديه الوازع الديني، ليصبح قوياً في عقيدته صلباً في رسالته، يتحمل المشاق والصعاب راضياً في سبيل الله تعالى.
نهتم لسلوكه داخل الأسرة، حتى إذا ما انطلق خارجها كان مثالاً للأمانة والاستقامة والإخلاص، واحترام حقوق الآخرين.
نشعره بالغاية من حياته، وأنها ليست عبثاً، فيحترم قيمة الوقت، ويتعلم كيف يمضي أوقات فراغه.
نسمو بعواطف طفلنا، ونربي انفعالاته، لتصبح كما يحب الله ويرضى به رسوله المصطفى .
نبني كيانه ونشعره بالثقة في نفسه، نبتعد عن التحقير والتقريع حتى لا يعتاد المذلة والمهانة والخنوع.
لا نكثر من تعنيفه حتى لا يصبح العنف طبعاً له وسجية. أن ينشأ واحترام الأخوّة الإسلامية رائده، تشده إلى الجماعة المؤمنة وثائق المحبة والترابط والوئام كما دعا إليها الإسلام وسار على نهجها سلف هذه الأمة.
ولذلك ومن أجل بناء جيل متوازن معطاء، فإننا نأمل من الآباء والمربين أن يأخذوا مكانهم في هذه المسيرة الضخمة مسيرة تربية الأجيال، 
ولعل هذه المبادئ مما يعمق هذه التربية:
1ـ الرفق والرحمة بالأطفال، ومراعاة أحوالهم وطاقاتهم.
2ـ الأناة وعدم العجلة، وتكرار النصح والتوجيه، بأساليب مختلفة بعيداً عن الغضب. قال e لأشجع عبد القيس: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة".
3ـ المرونة والتيسير في غير إثم: "إن الدين يسر ولا يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا".
4ـ التوسط والاعتدال والعدل في معاملة الأطفال.
5ـ القدوة الحسنة من الوالدين والمربين أمام الأطفال.
6ـ مساعدة الأبناء على البر، وأداء حقوق الطفولة.
7ـ البعد عن كثرة اللوم، والتركيز على التشجيع والحوافز الطيبة.

8ـ الدعاء للأطفال، ودعاء الوالدين مستجاب إن شاء الله تعالى.





أولادنا ،، وحب الله ورسوله

إلهام صبري


بسم الله الرحمن الرحيم

الحب عاطفة نبيلة تتواجد في القلوب الصافية ،ومحبة الله هي الحصن الذي يحمي الإنسان من الوقوع في الزلل والمعاصي .ومن تربى على حب الله في صغره لا يمكن أن ينكس على أعقابه ، ومهما وقع في الخطأ – ومن منا لا يخطئ – فإنه سيعود إلى الصواب : { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ...}
فالبعد عن حب الله يوقع في الخطأ وقد يودي إلى الارتداد عن الدين – والعياذ بالله - .
ومحبة الله سبحانه – ومحبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هي الغاية التي يسعى إلى تحقيقها كل من يريد السعادة في الدارين .قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان :
1- أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
2- وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله
3- وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار .

حب الله – عزَّ وجلَّ - :

من مظاهر حب الله أن نعلم مدى حب الله لعباده ، ورد في الحديث القدسي أن الأرض في كل يوم تطلع فيه الشمس تقول : يارب مرني أن أبتلع ابن آدم فقد أكل من رزقك ولم يشكرك حق الشكر ، وتقول السماء يارب مرني أن أطبق على ابن آدم فقد أكل من رزقك ولم يشكرك ، وأن البحار تقول مثل ذلك ... فيقول الله سبحانه : أأنتم خلقتموه ؟ فيقولون : لا يارب ، فيقول سبحانه : لو خلقتموه لرحمتموه ،دعوني وعبادي ، من تاب منهم فأنا حبيبه ، ومن جاءني تائبا تلقيته من بعيد ، ومن جاءني يمشي جئته هرولة ...
هذه محبة الله لعباده ، يبدل سيئاتهم حسنات ، يرزقهم ويطلب منهم أن يعطوا مما رزقهم ليثيبهم في الآخرة ..
والإيمان لا يكمل – كما ذكرنا – إلا بحب الله فكيف نصل إلى هذا الحب ؟ وكيف نعلم أولادنا حب الله – عز وجل -
قد يظن ظان أن الله يحبه إذا كان قد وسع عليه في الرزق أو غير ذلك من نعيم الدنيا ، لكن هذا ليس صحيحا ً ، فالتوسعة في المال أو العيال أو الجاه ... قد يكون بسبب نقمة الله على عبده وخيردليل على ذلك ابليس الذي سأل ربه أن يؤخر عقابه إلى يوم القيامة فأجابه الله إلى ذلك .

كيف نعرف أننا نحب الله ؟:

1 - إن الله أمرنا بأوامر ونهانا عن نواهٍ فإذا اتبعنا ما أمرنا به وابتعدنا عما نهانا عنه برضى وإقبال عرفنا أننا مع الله .
2- إن الله يرضى من عبده إذا أكل أن يحمد الله عز وجل ، فشكر النعم دليل محبتنا للمنعـِم .
3 – من أحب شيئاً أكثر من ذكره ، فكثرة الذكر توصل إلى التعلق بالله عز وجل .

كيف نجعل أطفالنا يحبون الله عز وجل ؟

{ الله معي ، الله ناظري ، الله شاهدي } ثلاث كلمات إذا استطعنا أن نوصلها إلى أبنائنا فقد ربيناهم على حب الله والتعلق به .
1 - والطفل يحب أبويه وإخوانه والناس من حوله لأنه يراهم ويستمتع باهتمامهم به، ويلمس محبتهم ، وعلى الأم – بشكل خاص – أن تربط كل نعمة أو شيء جميل يناله بيتها بفضل الله – سبحانه – فالله معنا يحرسنا من كل مكروه ، ويراقب أعمالنا ، ويوجهنا بما أنزل في القرآن الكريم إلى طريق السعادة في الدارين ...
2 - القدوة الحسنة ، فلا يكفي أن تلقن الأم أولادها مبادئ لا يرون تحققها فيها ، والبيت الذي يقوم على طاعة الله في كل أمر يوجد مناخ الإيمان للأطفال ، يرى الطفل أبويه يشكران الله على كل نعمة ، ويؤديان ما فرض عليهما ، يقرآن القرآن ... فتنغرس هذه المبادئ في نفسه ويشب عليها .
3 – من أساسيات حب الطفل لله عز وجل أن يعرف رحمة الله به ، فإذا أخطأ فلا يجوز أن يقال له : أحرقك الله بالنار ، بل يقال : هذا لا يرضي الله ، وإذا عمل عملا جيدا يقال له : نسأل الله يرضى عنك . هناك طفل وطفلة مات أبوهما ، فسألا أمهما : أين بابا ؟ قالت : أخذه الله . وبعد قليل سمعتهما يقولان : نحن لا نحب الله لأنه أخذ أبانا . وطفلة صغيرة صلت مع أمها ثم سألتها : هل هذا يرضي الله ؟
4 – تربية الطفل على كتاب الله وحفظه بالتدرج ويبدأ هذا من السنة الثانية .
5 – تعويد الطفل على سماع الأناشيد التي تبين قدرة الله تعالى وفقا للمرحلة العمرية
{ الله رب الخلق --- أمدنا بالرزق }
وغير ذلك...
6 - حث الأطفال على توفيرجزء من مصروفهم والتبرع به ، فبذل المال يوصل بالله عز وجل .. وربط ذلك بما يخلفه الله عليه في الدنيا والآخرة
7 – مرافقة الأطفال في رحلة عمرة أو حج أو حتى إلى البَرّ ليروا قدرة الله تعالى ، وهذا يرجع إلى ذكاء الأم وقدرتها على ربط الكون بفضل الله سبحانه .
8 – توجيه الطفل نحو الصحبة الجيدة وإبعاده عن رفاق السوء .
9 – تقويم لسان الطفل وتعويده على الكلام الطيب الطاهر
هذه بعض الأساليب التي تربط الصغر بالله .وكل أم تستطيع أن تخترع من الأساليب ما يناسب أطفالها .

حب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - 

{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ...}
لا يتم إيمان المرء إلا بحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا يتم حب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا باتباعه فيما أمر به ، والابتعاد عما نهى عنه { وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى }
وإن كنا سألنا لماذا نحب الله ؟ ، وأجبنا : لأنه خالقنا والمنعم علينا والرحيم بنا ... ولأنه أهلٌ للعبادة
فلنا أن نسأل لماذا يجب أن نحب رسول الله أكثر من أنفسنا وأهلنا ومالنا ، حتى يتم إيماننا ، قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله أحبك أكثر من أهلي ومالي ولكن ليس من نفسي ، فالتزمه رسول الله من تلابيبه ، وقال : بل من نفسك يا عمر ، بل من نفسك ياعمر . فقال عمر : الآن يا رسول الله . قال الآن يا عمر ( أي الآن كمل إيمانك ياعمر ) فعن طريقه عرفنا الله واحببناه فأحبنا وأكرمنا وأدخلنا في رحمته بفضل منه ورضوان .
عمر هذا قال مرة : والله إن إسلام العباس لأحب إليَّ من إسلام الخطاب : قيل له ولم ؟ قال : إسلام أبي يفرحني ، ولكن إسلام العباس بفرح رسول الله ، وفرح رسول الله أحب إلي من فرحي .
إن معرفة سيرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم واهتمامه بأمته صغيرهم وكبيرهم ، سيدهم وعوامهم ، تبين رحمته بنا { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رءوف رحيم } . هو الشفيع يوم القيامة يوم يترك كل الأنبياء والرسل الشفاعة ويقولون نفسي نفسي ، إلا رسول الله يسجد أمام العرش ويقول : أمتي أمتي .. ولا يرفع رأسه إلا وقد أعطي الشفاعة والوعد ألا يخلد في النار من قال مرة واحدة بصدق { لا إله إلا الله } ..
وكتب السيرة مليئة بالمواقف التي تشير إلى حب رسول الله أمته ، وكذلك حب الصحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
من هذه المواقف التي لا تنسى مواقف أبي بكر في الدفاع عن رسول الله وتلقي أذى المشركين ، وصدهم عنه – صلى الله عليه وسلم ، وموقفه في غار ثور يوم الهجرة إذ كان يسد الثغرات في الغار بقدميه لئلا تأتي عقرب أو حية فتلدغ رسول الله ، وكان أن لدغته الحية لكنه لم يحرك ساكنا ..
وللمرأة دور في التعبير عن حب رسول الله ، فهذه الأنصارية التي نعي إليها زوجها وأخوها وأبوها ، ولكنها كان تسأل : فماذا فعل رسول الله ؟ فلما أخبرت أنه بخير ، قالت : كل مصيبة بعدك جلل ( هينة ) يا رسول الله .
وواجب المسلم أن يطّلع على هذه السيرة ليعرف هذه الشخصية العظيمة فيتعلق بها ويحبها ليكمل إيمانه .

ماذا نعمل ليكون رسول الله أحب إلينا من كل شيء ؟

1 – اتباع سنته والإكثار من النوافل .
2- دراسة سيرته والتأسي بها.
3 – الدفاع عنه أمام الكفرة والمتطاولين عليه ، ومقاطعة البضائع التي تأتي من البلدان التي يساء فيها إلى شخص رسول الله أو أحد من آل بيته أو أمهات المؤمنين ..
هذا غيض من فيض والمتتبع يتأسّى ويمتثل.

كيف نعوّد أولادنا على حب رسول الله – صلى الله عليه وسلم _ ؟

لم يترك رسول الله صغيرة ولا كبيرة في حياتنا اليومية إلا وذكر فيها دعاء ، من الطعام إلى الشراب إلى لبس الثياب وخلعها إلى الخروج من البيت والدخول فيه ، السلام على الناس وكيفيته ، بل حتى دخول الحمام والخروج منه ، وواجب الأم – خاصة – تربية أطفالها على ذكر هذه الأدعية .

قراءة سيرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما أكثر ما كتب بما يناسب كل المراحل العمرية ، فقراءة قصة ما قبل النوم أمر ضروري للطفل ، وحتى لا نقرأ له الخرافات ونتعب خياله ، علينا أن نلجأ إلى سيرة رسول الله وسيرة أصحابه – رضوان الله عليهم – ومدى حبهم رسول الله ( قصة أبي أيوب الأنصاري يوم نزل عنده رسول الله وسكن الطابق الأسفل .. } .
الحديث يطول ولا يستطيع مقال أو محاضرة أن يوفيه حقه ، لكنها علامات ونقاط تهدي إلى الطريق الذي يثبت إيماننا .

اللهم إنا أحببناك حبّاً ملك علينا قلوبنا حتى سهل علينا الرضى بقضائك وشكر نعمائك فارض عنا وشفع حبيبنا فينا يوم القيامة .

 قصص تربوية مهمة لأبنائنا

د. جاسم المطوع

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نستمع للقصة فإننا نكون في أقصى حالات التركيز والتفاعل مع أحداثها وكلنا شوق لمعرفة نهايتها، ولهذا فإن أثر القصة في النفس والذاكرة أقوى من أثر المعلومة المجردة، ومن يتأمل القرآن الكريم يجد أن ثلثه قصص، لأن القصة مادة تربوية مهمة تؤثر في سلوك الإنسان ومعتقده، وخاصة إذا كان فيها عنصر إثارة أو موقف فكاهي أو أنها تخاطب خيال المستمع وعقله اللاواعي، ولو طلبت من القارئ الآن أن يذكر لنا قصة تأثر بها وهو صغير وما زال يتذكر تفاصيلها لذكر لنا قصصا كثيرة، ولهذا قال علماؤنا (الحكايات جند من جنود الرحمن يثبت بها من يشاء)، لأن في القصص عبرا وحكما تتسلل لعقل السامع ونفسه فيتأثر بها ويشرب أفكارها من حيث لا يدري، كما يحدث في الأفلام والمسلسلات من غرس للقيم لدى المشاهد فتتحول هذه القيم لعقله ويترجمها سلوكه، ولو حللنا أي فيلم أو مسلسل لوجدنا أن أساسه قصة كتبت ثم تحولت لمادة اعلامية. ولهذا أحببت في هذا المقال أن أقترح على الوالدين مجموعة من القصص نستثمرها في توصيل قيم وأخلاق مهمة لأطفالنا، وهي (15) قصة اخترتها بعناية ودراسة بعد تجربتها على أبنائنا ورؤية نتائجها الإيجابية، علما بأن هذه القصص من القرآن والسنة وهما أهم مرجعين تربويين لتزكية النفس وتربيتها..

فالطفل في مراحله الأولى من ولادته وحتى عمر تسع سنوات يحب الحيوانات كثيرا، سواء بالنظر إليها أو باللعب والحديث معها أو بالاستماع لقصصها، فيسبح خياله الواسع مع تفاصيل القصة التي يسمعها ويعيش أحداثها وكأنه أحد أبطالها، وهناك ثلاث قصص تربوية مهمة لهذه المرحلة العمرية وهي (قصة يونس والحوت) و(قصة موسى والحية) و(قصة سليمان والهدهد)، وفيها قيم مهمة يكتسبها الطفل مع الاستمتاع أثناء رواية القصة له. ففي قصة يونس عليه السلام التركيز على قيمة فعل الخير وأن الله هو المخلص للإنسان من كل مشكلة، وقصة موسى عليه السلام فيها أن الصادق يغلب الكاذب حتى لو كان مع الكاذب قوة وسلطة، وقصة سليمان عليه السلام تركز على انقاذ الناس الذين لا يعبدون الله ودعوتهم لعبادة الله وحده، وهو أساس الإيمان والهدف من خلق الإنسان.

أما لو كان الطفل أكبر من تسع سنوات ففي هذه المرحلة العمرية يزداد فيها نضجه العقلي، ويكون الطفل محبا للحوار والجدل، كما يكون مقبلا على مرحلة البلوغ، ونقترح في هذه المرحلة العمرية أن نركز على قصص تعلمه أدب الحوار وتساعده على عفة نفسه وضبط شهوته، والقصص التي تناسب هذه المرحلة العمرية ثلاث وهي (قصة إبراهيم مع أبيه) و(قصة يوسف وامرأة العزيز) و(قصة ذي القرنين)،فقصة ابراهيم عليه السلام تركز على قيمة الأدب والاحترام بالحوار مع الكبار أو مع الوالدين، وقصة يوسف عليه السلام تركز على أن الناجي والفائز في الحياة هو الصابر على الفتن، كما أن العفيف الذي لا ينزلق وراء الشهوات يحبه الله ويرفع مقامه، أما قصة ذي القرنين ففيها تقدير لقيمة العمل والإنتاج والابتعاد عن الكسل وتشجيع للعمل الجماعي من خلال مشروع بناء السد.

فهذه ست قصص من القرآن الكريم نقترحها على الوالدين على أن يتم تكرار القصة لأكثر من مرة، فالطفل يحب التكرار ولا يمل منه ولهذا نلاحظه يشاهد الفيلم الكارتوني أكثر من مرة، لأنه في كل مرة يركز على جزئية مختلفة.

أما القصص التي من السنة النبوية والتي نقترحها على الوالدين فللأطفال الصغار إلى سن تسع سنوات نقترح لهم ثلاث قصص مهمة وهي (قصة خشبة المقترض) و(قصة الثلاثة الذين أغلقت عليهم الصخرة بالغار) و(قصة الأعمى والأبرص والأقرع)، ففي القصة الأولى قيمة حسن التوكل على الله ورد الأمانة والصدق في التعامل مع الناس، وفي الثانية التركيز على قيمة الإخلاص في العمل وأن الله ينجي من يلجأ إليه وبركة بر الوالدين، وأما الثالثة ففيها قيمة أن الله يزيد الشاكر لنعمه ويحرم الجاحد،

أما الأطفال الأكبر من تسع سنوات فنقترح لهم ثلاث قصص من السنة النبوية وهي الأولى (قصة أبو هريرة والشيطان) والثانية (قصة جرة الذهب) والثالثة (قصة قاتل 99).. وفي هذه القصص قيم تتناسب مع أعمارهم، ففي قصة أبوهريرة رضي الله عنه قيمة أن الله يحفظ المؤمن من الشيطان وحبائله، والثانية فيها قيمة الصدق والأمانة والورع، والثالثة فيها أن باب التوبة مفتوح وأن رحمة الله واسعة.

فهذه اثنتا عشرة قصة تعتبر منهجا تربويا قيما وهي مجربة عندنا بمكتبة عالمي الممتع للأطفال، وقد رأينا أثرها العظيم عليهم وكيف أنهم تأثروا بالقيم التي فيها، وبقي لنا أن نقترح قصتين لمرحلة البلوغ لتكتمل الباقة وتصبح خمس عشرة قصة تربوية، وهما قصة (حادثة الإفك) و(الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك) وقد ذكرتا بتفاصيلهما في القرآن والسنة والسيرة، وهما من القصص المهمة وفيهما قيم عظيمة، منها احترام الصحابة رضي الله عنهم وحسن الظن بالآخرين وأن الصدق منجاة في الحياة والآخرة، فالتربية بالقصة من أهم الأساليب التربوية، وقد قال أبوحنيفة رحمه الله (الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلي من كثير من الفقه لأنها آداب القوم) فلنبدأ بالتربية بالقصة من الآن وفي حالة عدم معرفتكم بالقصص فيمكنكم البحث في (قوقل) وقراءتها على أبنائكم.

للإستزادة :

التربية الإيمانية :
التربية العبادية :
التربية الأخلاقية :
التربية الإجتماعية :
التربية العلمية :
التربية السلبية :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق